عبدالله بن زايد يترأس وفد الدولة في «مؤتمر الاستجابة الطارئة لغزة» .. و يدعو لحراك دولي إنساني لإغاثة الشعب الفلسطيني

الإمارات: إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني يتطلب نهجاً شاملاً لحل الصراع

عبدالله الثاني وعبدالفتاح السيسي وأنطونيو غوتيريش والحضور خلال افتتاح أعمال المؤتمر في منطقة البحر الميت | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، إلى حراك دولي إنساني لإغاثة الشعب الفلسطيني، وشدد سموه بمناسبة انعقاد «المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة» الذي عقد في الأردن، على أن العمل الدولي الجماعي هو السبيل لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكداً حرص دولة الإمارات على العمل مع كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، بهدف توفير الإغاثة الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق بوتيرة متسارعة وعلى نحو آمن ومستدام، فيما أكدت دولة الإمارات في بيان في ختام أعمال المؤتمر، أن التعامل مع الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني الشقيق، وإنهاء معاناته يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ينهي دوامة العنف والكراهية والتطرف، ويقوم على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة تلبي كافة تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بالحياة الكريمة والآمنة.

وترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وفد الدولة في المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، الذي عقد أمس في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت في الأردن، بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة.

وعقد المؤتمر بدعوة من الملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وعبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وبحضور عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات ورؤساء المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية، بهدف تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

ضم وفد الدولة، إلى جانب سموه، معالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ومعالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية.

وحضر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أعمال المؤتمر والكلمات التي ألقاها الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والرئيس عبد الفتاح السيسي، وأنطونيو غوتيريش.

وثمّن سموه دعوة ملك الأردن والرئيس المصري وغوتيريش لعقد هذا المؤتمر، مؤكداً سموه أهمية بناء حراك دولي فاعل ومؤثر ومستدام لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق.

التزام راسخ

وأكد سموه، بهذه المناسبة، أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يأتي في وقت تعاني فيه منطقة الشرق الأوسط من التوتر وعدم الاستقرار، الأمر الذي أسهم في خلق أزمة إنسانية يعاني منها اليوم أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، وهو ما يتطلب بلورة استجابة إنسانية دولية فاعلة ومستدامة لهذه الكارثة الإنسانية.

وأضاف سموه، أن دولة الإمارات لديها التزام راسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم الدعم الإنساني اللازم له وبكافة السبل الممكنة براً وبحراً وجواً للتخفيف من معاناته.

وأشار سموه، إلى أن العمل الدولي الجماعي هو السبيل لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكداً حرص دولة الإمارات على العمل مع كافة الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، بهدف توفير الإغاثة الإنسانية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق بوتيرة متسارعة وعلى نحو آمن ومستدام.

وأشاد سموه، بأهداف المؤتمر الذي يعمل على تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة الإنسانية، والاحتياجات العملياتية واللوجستية الداعمة لهذا المسار، ما يسهم في خلق استجابة موحدة للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. كما أشاد سموه، بدعم الأمم المتحدة للمؤتمر، مشيراً إلى أهمية تمكين المنظمات الإنسانية الأممية من القيام بمسؤولياتها تجاه هذه الأزمة الإنسانية، بما يسهم في عدم تفاقم المعاناة التي يشهدها سكان قطاع غزة.

ولفت سموه، إلى دور الأمم المتحدة المهم بالتنسيق مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي، لإيجاد أفق سياسي جاد لإعادة المفاوضات لتحقيق السلام الشامل القائم على أساس «حل الدولتين»، مؤكداً الحاجة الملحة إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء التطرف والتوتر والعنف في المنطقة والدفع نحو مسار السلام والاستقرار والتنمية لمصلحة شعوبها.

من جهته، أكد الملك عبدالله الثاني، في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر، أن سكان غزة يواجهون الموت والدمار بدرجات فاقت بكثير أي صراع آخر منذ أكثر من عشرين عاماً، ولا يمكن لعملية إيصال المساعدات الإنسانية أن تنتظر وقف إطلاق النار أو أن تخضع للأجندات السياسية لأي طرف.

وحمّل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الجانب الإسرائيلي مسؤولية الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، وقال إن أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء في غزة محاطون بالقتل والتجويع والترويع وواقعون تحت حصار معنوي ومادي مُخجل للضمير الإنساني العالمي. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، المجتمع الدولي إلى دعم جهود الأردن في اضطلاعه بدوره الحاسم في مساعدة أهالي قطاع غزة وفي أداء دور المركز الإقليمي الرئيسي للعمل الإنساني.

بيان إماراتي

وذكرت دولة الإمارات، في بيان صادر أمس في ختام أعمال المؤتمر، أن الشعب الفلسطيني يستحق اليوم أكثر من أي وقت مضى، حكومة خبراء مستقلين ذي كفاءة عالية تعمل بشفافية وباستقلالية، ووفقاً للمعايير الدولية وتحوز على ثقة وتعاون المجتمع الدولي. وتقدمت الإمارات، بخالص الشكر والتقدير للملك عبدالله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وأنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، لدعوتهم لهذا المؤتمر المهم.

وأشارت إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في ظل الحرب الإسرائيلية التي تعصف بقطاع غزة منذ ثمانية أشهر، التي راح ضحيتها أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأدت إلى جرح ما يقارب 80 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 78 % من سكان قطاع غزه وانهيار النظام الصحي وتفاقم خطر المجاعة وانتشار الأوبئة، داعية إسرائيل، بصفتها المسؤولة عن هذه الكارثة، إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية والتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والامتثال لأمر محكمة العدل الدولية والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بشكل عاجل ومستدام وبلا عوائق.

أولويات ثابتة

وأكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة، أولاً: ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ثانياً: ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن وعاجل ومستدام، ثالثاً: الرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، رابعاً: توحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب والتوصل إلى خارطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش في أمن وسلام وازدهار، جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.

وأوضحت أنه بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتماشياً مع نهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، سارعت الدولة منذ بدء الأزمة في غزة إلى تقديم المساعدات الإغاثية والغذائية لسكان القطاع، وإطلاق عدد من المبادرات، وفي مقدمتها عملية «الفارس الشهم 3»، التي قدمت دولة الإمارات من خلالها 33000 طن من المستلزمات والمعدات العاجلة إلى غزة، بما في ذلك المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء من خلال 319 طائرة وسبع سفن شحن وأكثر من 1240 شاحنة، كما أنشأت الدولة مستشفى ميدانياً في جنوب غزة، بالإضافة إلى مستشفى عائم في ميناء العريش المصري، واللذين أسهما في علاج أكثر من 27 ألفاً من المرضى والمصابين، كما تلتزم دولة الإمارات بعلاج ألف طفل وألف مريض بالسرطان في مستشفيات الدولة مع التكفل بكامل نفقاتهم مع مرافقيهم.

أكبر مانح

وجاء في بيان دولة الإمارات، أنه وسعياً لضمان الأمن المائي والغذائي، قامت الإمارات بإنشاء 6 محطات لتحلية المياه تعمل بطاقة 1.2 مليون غالون يومياً لخدمة 600 ألف من أهالي غزة، كما تم إنشاء 5 مخابز آلية لتلبية الاحتياجات اليومية لأكثر من 72 ألف شخص، وبذلك أصبحت دولة الإمارات أكبر مانح للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة على المستوى الثنائي.

ومن جانب آخر، أوضح البيان أن دولة الإمارات استصدرت خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2720 «عام 2023»، الذي طالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على أرض القطاع، واستحداث منصب كبير منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، الذي تتولاه السيدة سيغرد كاغ.

وشددت الإمارات على أهمية دور السيدة كاغ، في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، داعية جميع الأطراف المعنية إلى دعمها والتعاون والتنسيق معها، وكذلك مع آلية الأمم المتحدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاجها المدنيون بشدة في القطاع.

وأكدت أنه «لا تزال الأولوية القصوى في هذه المرحلة تكمن في تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وفي هذا السياق، تشيد دولة الإمارات بالمقترحات التي قدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مثمنة هذه المساعي الرامية إلى وقف الحرب وتدعو إلى التعاطي معها بشكل جاد وإيجابي، كما شددت الولايات المتحدة الأمريكية على أهمية التزام إسرائيل بالمسار التفاوضي». وأكدت دولة الإمارات دعمها وتقديرها لجهود الوساطة الحثيثة التي يبذلها الأشقاء في جمهورية مصر العربية ودولة قطر.

ودعت القمة حول في ختام أعمالها إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة، وإدخال المساعدات وإطلاق مسار حل الدولتين، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وجميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني».

Email