هل تفلح الجهود الإقليمية والدولية في إنهاء كابوس حرب السودان؟

مساعٍ مختلفة تقودها جهات إقليمية ودولية، من أجل إيجاد مخرج سياسي ينهي الحرب ويوقف تمددها، ويعيد الأمور إلى نصابها في السودان، من خلال إجبار الطرفين على استئناف المحادثات المباشرة المتعثرة منذ أكثر من عام، فيما يرى مراقبون ضرورة توحيد كل المبادرات المطروحة، وتنسيق الجهود حتى تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمة التي أنهكت البلاد، وقادتها إلى الانهيار.

فبجانب التحركات المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لإنعاش منبر جدة، الذي سبق أن توصل فيه طرفا الحرب، الجيش وقوات الدعم السريع، إلى تفاهمات إنسانية، لكن تعرقل إنزالها إلى أرض الواقع، يسعى الاتحاد الأفريقي إلى عقد حوار سوداني سوداني، يهدف لجمع فرقاء الأزمة السودانية، لم يحدد موعد انطلاقه بعد.

وأفادت مصادر سودانية بأن الاتحاد الأفريقي شكّل لجنة، برئاسة الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني، لترتيب لقاء بين الجيش والدعم السريع. وحسب المصادر، فإن موسيفيني تلقى ضوءاً أخضر من الطرفين، على أن يكون اللقاء قريباً.

جدية

ويؤكد محللون أن نجاح تنفيذ قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي، بعقد لقاء يجمع قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مرهون بالجدية، وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل إبراهيم الميرغني، في تصريح لـ«البيان»، إن نجاح المساعي الإقليمية لحل الأزمة السودانية، يتطلب استيعاب الواقع السوداني بشكل صحيح، ومن ثم طرح الأجندة المناسبة، وتحديد الأطراف بموضوعية، تستوعب تطلعات السودانيين في وقف الحرب، واستعادة المسار المدني الديمقراطي.

بدوره، يرى القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم» مساعد الأمين العام لحزب الأمة، مصباح أحمد، أن إيقاف الحرب يبدأ بتوحيد القوى المدنية، وإعلاء الصوت المدني، ومشاركة المدنيين في ترتيبات التفاوض لإيقاف الحرب. وأضاف لـ«البيان»: «أي جهد يصب في صالح تحقيق هذه الأهداف، مُرحّب به بلا شك».

بدوره، يشير رئيس تحرير صحيفة «الجريدة» السودانية، أشرف عبد العزيز، لـ«البيان»، إلى هناك أكثر من مبادرة في ما يلي إيجاد رؤية لحل الأزمة السودانية الراهنة، وذلك باعتبار أن الصراع الحالي يصعب حله من خلال استمرار المعارك، وأكد أن الذين يريدون استمرار الحرب، هم فصيل واحد من الشعب السوداني، وهم فلول النظام البائد، لأنهم يعتبرون أن الأمور إذا سارت على هذه الوتيرة، يمكن أن يكون لهم فرصة للعودة مجدداً للسلطة، وهذا سيطيل أمد هذه الأزمة والمعاناة.

وقال عبد العزيز إن كل تلك التحركات، ستكون مفيدة في الضغط على الأطراف المتصارعة، من أجل إيجاد حل، وإيقاف الحرب، باعتبارها الخطوة الملحة، ومن بعدها يمكن أن تستكمل العملية السياسية عن طريق توحيد المبادرات، أو عن عبر أي مبادرة تكون هي الأساس. وأضاف: «إن مبادرة جدة، هي الركيزة الأساسية لبقية المبادرات، ويمكن البناء عليها».

تسوية

وتسعى المبادرة الأفريقية للبدء في عملية سياسية شاملة لتسوية الأزمة بشكل نهائي، واستعادة النظام الدستوري، من خلال حكومة يقودها مدنيون.

وأكد الاتحاد الأفريقي، أهمية تجديد الالتزام بخطة السلام، التي أطلقها لأول مرة في مايو 2023، والتي تتألف من ست نقاط أساسية لإنهاء النزاع.

وجاء التأكيد في بيان صادر عقب اجتماع افتراضي، ترأسه الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، حيث دعا الاتحاد الأفريقي إلى اتخاذ إجراءات جريئة لمواجهة الأزمة المتفاقمة.

وتشمل بنود المبادرة الأفريقية، وقف إطلاق النار الدائم، وتحويل الخرطوم إلى عاصمة منزوعة السلاح، إضافة لإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومتراً عن المدن، لتقليل الاشتباكات.

وتتضمن المبادرة أيضاً، نشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية والمرافق العامة في العاصمة، ومعالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب، والتي تشمل تقديم الدعم.

الأكثر مشاركة