الأمم المتحدة تحذر: اتساع الحرب إلى لبنان سيكون مروّعاً

بالتوازي مع حراك دبلوماسي دولي على أكثر من صعيد لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان، حذرت الأمم المتحدة من أن اتساع الحرب إلى لبنان قد يكون «مروعاً»، فيما وجهت قبرص تطمينات أنها لن تسمح باستخدام أراضيها للهجوم على لبنان.

وعبر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في تصريحات لـ«روسيا اليوم» عن قلقه من احتمال اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية من غزة إلى لبنان، محذراً من أن ذلك يمكن أن يكون «مروعاً».

شرارة

وقال غريفيث الذي تنتهي ولايته في نهاية الشهر للصحافيين في جنيف: «أرى ذلك بمثابة الشرارة التي ستشعل النار في البارود، وهذا يمكن أن يكون مروعاً»، مشيراً إلى جنوب لبنان.

وأكد أنه «بحث مع زملائه في القدس احتمالات قد يحصل هناك». كما حذر من أن «حرباً ينخرط فيها لبنان «ستجر سوريا التي بدورها ستجر آخرين، وسيكون لها بالطبع انعكاسات على غزة، كما سيكون لها انعكاسات على الضفة الغربية».

وأكد أن الوضع «مقلق جداً»، وقال: «إن الحرب التي اندلعت قبل نحو تسعة أشهر عقب هجوم غير مسبوق لحماس داخل أراضي الدولة الإسرائيلية علمتنا مستوى جديداً من المأساة والقسوة». وأضاف: «لكننا جميعاً قلقون من أنها قد تكون مجرد البداية».

في الأثناء، قال مصدر أمني إسرائيلي لـ«الحرة»: إن الجيش لديه القدرة والاستعداد لتوسيع عملياته العسكرية على الحدود الشمالية.

وأشار المصدر إلى أن «القوات الإسرائيلية لا تزال في مرحلة الدفاع في الجبهة الشمالية، وأن المستوى السياسي هو من يقرر الانتقال إلى المرحلة التالية».

وأضاف المصدر الأمني أن «حزب الله هو من بادر إلى إطلاق النار في الثامن من أكتوبر وليست إسرائيل، لافتاً إلى أن أبرز الأسلحة التي يستخدمها الحزب هي القذائف المضادة للدروع والمسيرات المصنعة إيرانياً».

إلى ذلك، قالت السفارة القبرصية في بيروت، أمس، إن «قبرص لن تسمح باستخدام أراضيها للهجوم على أي دولة أخرى، خاصة لبنان».

استقبل نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب، أمس، سفيرة قبرص في لبنان ماريا هادجيثيودوسيو، التي شكرته على «التعاون الذي حصل لحل الالتباس الحاصل مؤخراً بين لبنان وقبرص، والذي أدى إلى إنهاء هذه الأزمة»، وأكدت أن «قبرص لن تسمح باستخدام أراضيها للهجوم على أي دولة أخرى، خاصة لبنان». على ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.

في الأثناء، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام نواب حزبه في البرلمان أن بلاده تقف إلى جانب لبنان، داعياً دول المنطقة إلى دعمه وسط التوترات مع إسرائيل.

اتهم أردوغان، أمس، الدول الغربية بـ«دعم» خطط إسرائيل لشن هجوم على «حزب الله» اللبناني.

حراك دبلوماسي

وتشهد بيروت حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، حيث تواصل مجيء الموفدين إليها، وكانت آخرهم وزيرة خارجية ألمانيا، أنالينا بيربوك، التي حملت تحذيراً جديداً للبنان من إمكانية اتساع الصراع، بقولها إن «الوضع على الخط الأزرق دقيق، والمخاطر قائمة». علماً أن ألمانيا، تولي اهتماماً لإعادة الاستقرار إلى الحدود الجنوبية، وتعزيز عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، خصوصاً أن هناك طروحات دولية تشير إلى تعزيز دور ألمانيا في مراقبة عمل هذه القوات.

ترقب عودة هوكستين

ويترقب الداخل عودة المبعوث الرئاسي الأمريكي آموس هوكستين، إلى بيروت مجدداً، وذلك لاستئناف المهمة البارزة التي بدأها في تل أبيب قبل أيام، ساعياً إلى إحياء جهوده في شأن ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، في سياق محاولة تبريد المواجهات، والشروع في وساطة جدية تعيد زمام الأمور إلى الدبلوماسية، كما يتردد.

وتوجه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب، أمس، إلى بروكسل في جولة تقوده إلى أمريكا وكندا، لمتابعة المساعي اللبنانية لتجنب حرب واسعة في جنوب لبنان، وشرح سياسة الحكومة تجاه مسألة النزوح السوري في لبنان. فيما، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، خلال مؤتمر صحافي «السعي بكل الوسائل المتاحة لعدم تحويل لبنان ساحة للنزاعات المسلحة انطلاقاً من الجنوب»، داعياً إلى «عدم ربط استقرار لبنان ومصالحه بصراعات بالغة التعقيد وحروب لا تنتهي».

استمرار التصعيد

ميدانياً، قالت هيئة البث الإسرائيلية: «إنه تم إطلاق أربعة صواريخ مضادة للدروع على المطلة (شمال إسرائيل)، مما أدى إلى تضرر المنازل دون وقوع إصابات».

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف الطيران الحربي مبنى عسكرياً ونقطة مراقبة، إلى جانب بنية أخرى تابعة لـ«حزب الله» في عيتا الشعب والخيام بجنوب لبنان.

وأضاف: «وهاجم الجيش الإسرائيلي بنيران المدفعية مناطق شبعا وكفر شوبا وكفر حمام في جنوب لبنان».

الأكثر مشاركة