لماذا يسعى الصومال لإبطاء انسحاب قوات حفظ السلام؟

تتزايد المخاوف لدى الحكومة الصومالية من حدوث فراغ أمني، بعد انسحاب قوات حفظ السلام الأفريقية المعروفة باسم «أتميس» بحلول نهاية العام الجاري، وهو ما يدفع الحكومة للمناداة بإبطاء انسحاب القوات بحسب وثائق اطلعت عليها رويترز.

انسحاب قوات حفظ السلام «أتميس» من المتوقع أن يكون له انعكاسات على الوضع الأمني في الصومال، خاصة في ظل صراع مستمر مع «حركة الشباب».

بشأن دلالات توقيت انسحاب «أتميس» من الصومال في ظل تصاعُد وتيرة الإرهاب، أوضح خبير الشؤون الأفريقية بالقاهرة، رامي زهدي، في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن التوقيت محدد مسبقاً، بحيث إنهاء وجود 19 ألف جندي هناك، وتسليم القواعد العسكرية للقوات المحلية الصومالية.

 

متغيرات

ورأى أنه ربما لأن المتغيرات كثيرة، منها ما هو داخلي وما هو خارجي خاصة في ظل توتر الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر واستمرار الأزمة في السودان، جعل نهاية العام الجاري لإنهاء أعمال «أتميس» لم يعد مناسباً على الأقل من وجهة نظر الحكومة الصومالية التي تسعى لإبطاء خروج آخر 4 آلاف جندي من قوات الاتحاد الأفريقي، حيث تضم قوات حفظ السلام في قوامها أفراداً وعتاداً وآليات عسكرية تابعة لعدد من الدول الأفريقية أبرزها من (بوروندي وكينيا وأوغندا وإثيوبيا)، بينما نسبة كبيرة من تمويل هذه القوات يرجع للولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

وبيّن أن تلك القوات كانت قد أسست استكمالاً لعمل وأداءات البعثة السابقة (أميصوم) التي أنشئت عام 2007، لكن بتفويض معزّز لمحاربة حركة «الشباب».

وأكد أن هذا الانسحاب قد يتيح الفرصة لصعود المتشددين كما تتخوف الصومال، حال عدم تنفيذه بشكل صحيح، حتى وإن تم دون إبطاء ووفق الخطة الزمنية، فإن هذا يؤثر جداً على النتائج الإيجابية التي حققتها القوات الصومالية المحلية المدعومة دولياً وأفريقياً، وقد يتيح بالفعل انقلاباً في موازين القوة والسيطرة ما بين الحكومة وجماعات الإرهاب وأبرزها حركة الشباب الإرهابية.

وأكد أن هذا الانسحاب ستكون له عديد من التداعيات على الوضع الأمني بالصومال، متوقعاً سيناريوهين رئيسيين.

السيناريو الأول الانسحاب في الموعد بإعداد جيد ومنهجية منظمة أو بالتوافق حول تباطؤ منهجي للانسحاب أو مد أجل بقاء القوات، وبالتالي تمكين أفضل للقوات المحلية مع استمرار الدعم الخارجي   كل هذا قد يسهم بتمكن سريع للقوات المحلية في استكمال خططها لمواجهة الإرهاب.

والسيناريو الثاني يتعلق بحدوث فجوة بخروج هذه القوات إن لم يكن الخروج بشكل مدروس جداً، وبالتالي قد يحدث تفوق للجماعات الإرهابية مرة ثانية واستعادتها لنطاقات نفوذ مرة أخرى أو امتداد عمل هذه الجماعات وتأثيرها لدول الجوار.  الفراغ الأمني

وفي السياق، قال الخبير في الشأن الأفريقي والأمن القومي، اللواء محمد عبد الواحد، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن الحكومة الصومالية دائماً ما تؤجل انسحاب قوات حفظ السلام بسبب تصاعد العمليات العسكرية من قبل حركة الشباب وعدم قدرة الحكومة على مواجهتها في أماكن كثيرة خاصة منطقة جوبا وشبيلي وجوبا الوسطى التي يسيطر عليها.

وأوضح أن الحكومة ليس لديها المقومات لمواجهة الحركة منفردة، على الرغم من تلقي القوات الصومالية تدريبات من قبل الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، إضافة إلى دعم من الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن السبب الرئيسي للانسحاب هو عدم توافر الدعم المالي، فالصومال دائماً ما يعاني من مشاكل مالية، خاصة وأن استمرار القوات يحتاج إلى كلفة مالية عالية .

الأكثر مشاركة