السودان.. موجة نزوح جديدة بعد تمدد القتال إلى سنجة

سودانيون فارون من مدينة سنجة بجنوب شرق البلاد| ( أ ف ب)

ت + ت - الحجم الطبيعي

وسط اشتباكات متواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ مساء السبت بمدينة سنجة حاضرة ولاية سنار، فر عشرات الآلاف من المدينة في أحدث موجة نزوح جراء الحرب التي تتمدد مع كل يوم جديد، في ظل أوضاع إنسانية معقدة ورحلة نزوح محفوفة بالمخاطر مع قلة الطرق الآمنة.

وبحسب شهود عيان فإن عودة الاشتباكات أدت أيضاً إلى عمليات نهب وسلب للمنازل والممتلكات مما اضطر عشرات الآلاف من الأسر إلى مغادرة المدينة المكتظة بالسكان، إذ إنها تؤوي النازحين الذين فروا من العاصمة الخرطوم ومن ولاية الجزيرة، فيما لم يتمكن آخرون من الفرار بعد إغلاق الطرق من قبل الأطراف المتقاتلة.

وأكد الشهود لـ«البيان» أن الكثير من النازحين باتوا ليلة أمس في العراء بعد أن تقطعت بهم سبل الهرب، وخاصة أن جميع الطرق التي يتم سلكها هي طرق ترابية وعرة، بجانب أن الخروج من مدينة سنجة الواقعة على الضفة الغربية للنيل الأزرق يتطلب عبور الجسر الرابط المدينة بالضفة الشرقية وهذا الجسر مغلق بسبب الاشتباكات، وهو ما اضطرهم إلى المغادرة عبر طرق طويلة بعضها أغلقته الأمطار مع بداية موسم الخريف.

إلى ذلك، اعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن الإنذار الذي أطلقه تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي بشأن السودان مؤخراً استخدم عبارات حازمة ليعبر عما نعرفه حق المعرفة، ألا وهو أن الوضع الإنساني في السودان هو الأسوأ في العالم.

ودعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في بيان كافة الدول إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات لإنقاذ الأرواح. وقالت بعد مرور عام من القتال الفارغ من أي معنى والذي دمر الإنتاج الزراعي وأنظمة الأسواق وتسبب بنزوح عشرة ملايين شخص وعرقلة العمليات الإنسانية.

وقالت الدبلوماسية الأمريكية: يعاني حوالي 25,6 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء، وثمة أكثر من 750 ألف شخص في مستوى الكارثة من انعدام الأمن الغذائي، وهو المستوى الخامس من النظام خماسي المستويات الذي يتبعه التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. يأكل الناس أوراق الأشجار ويغلون التراب ليطعموا أي شيء لأطفالهم.

وتابعت لا تلوح المجاعة في الأفق، بل يشير كل عنصر من العناصر إلى أنها تهيمن على البلاد. وحملت غرينفيلد كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع المسؤولية في عرقلة عمليات تسليم المساعدات الحيوية على الرغم مما وصفته بالجهود البطولية التي يبذلها العاملون في المجال الإنساني.

وطالبت الدبلوماسية الأمريكية في المنظمة الدولية، مجلس الأمن الدولي باتخاذ إجراءات لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة وتوزيعها واستخدام كافة الأدوات المتاحة لتحقيق هذا الغرض، بما في ذلك السماح بمرور المساعدات من الدول المجاورة.

Email