رجال يستقلون دراجتهم الصغيرة بجوار المباني التي دمرت في قرية عيتا الشعب بجنوب لبنان | ا ف ب

لبنان ما بين سيناريو الحرب والتسوية

على وقع التصعيد اليومي على الجبهة الإسرائيلية الشمالية على الحدود مع جنوب لبنان، تظهر التصريحات الإسرائيلية انقساماً في الرأي حول إمكانية اشتعال حرب شاملة بين إسرائيل وبين حزب الله، آخرها لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أكد أن لا مفرّ من حرب حاسمة وسريعة مع « حزب الله»، فيما كشف مسؤولون لصحيفة «نيويورك تايمز» أن وزير الدفاع الإسرائيلي غيّر موقفه بشأن الحرب ويرى أن «فتح جبهة جديدة لن يكون قراراً حكيماً».

اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن لا مفرّ من حرب حاسمة وسريعة مع   «حزب الله»، قائلاً: «لا أستخف بالثمن المتوقع لحرب لبنان، لكن أي ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك».

بدوره، رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن الهدوء في الجنوب سيؤدي لتهدئة في الشمال، وأن هذا هو الخيار الأفضل.

وكشف مسؤولون أمريكيون لصحيفة «نيويورك تايمز»، أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، «غيّر موقفه» بشأن فتح جبهة جديدة للحرب في الشمال مع حزب الله اللبناني.

وأشار المسؤولون للصحيفة الأمريكية، إلى أن غالانت «كان يعتقد مثل بعض المسؤولين الآخرين في الحكومة الإسرائيلية، أنه يجب الرد بتدمير حزب الله وحماس بعد هجمات السابع من أكتوبر».

 

 حل دبلوماسي

وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل وحزب الله «يفضلان التوصل إلى حل دبلوماسي» للأزمة، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن غالانت «أبلغ واشنطن خلال زيارته الأخيرة بأن بلاده لا تريد حرباً واسعة النطاق، لكنه أكد أنها على استعداد لتوجيه ضربة حال تعرضت لاستفزاز كبير».

ورداً على ذلك، اعترض وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، وقال: «كيف سيتم ذلك دون حرب؟ كيف سننهي الحدث بالتسوية؟ ألم نتعلم درساً من 20 عاماً من التسويات؟».

وبذلك، يظل خطر اتساع رقعة الحرب قائماً بنسبة ضئيلة، في وقت تحاول فيه الإدارة الأمريكية الضغط على الجانبين من أجل حل الأزمة بالسبل الدبلوماسية.

وبالتزامن مع أجواء التوتر الأمني في لبنان التي أوحت بها مجموعة السيناريوهات السلبية المتداولة على أكثر من مستوى، وما تسبّبت به بيانات التحذير من حرب واسعة، ومعها الكشف عن البرامج الاستباقية التي اتُخذت لإجلاء الرعايا العرب والأجانب من لبنان، فإن الحاضر الأمني دفع بالمملكة العربية السعودية إلى تفعيل إنذار سابق لرعاياها في لبنان، فأكدت سفارتها في بيروت أنها تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في جنوب لبنان، وتؤكد دعوتها السابقة للمواطنين السعوديين كافةً إلى التقيد بقرار منع السفر، وتحثّ مواطنيها على مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري.

 التسوية أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلامٌ عن تضاؤل احتمالات الحرب في الجنوب، في مقابل ارتفاع أسهم التسوية، وخصوصاً بعد أن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، الذي جال على عدد من المناطق الحدودية مع لبنان، دعمه المسار السلمي، وأكد أنه إذا اختار «حزب الله» التسوية فإن إسرائيل ستقابل ذلك بجدية.

في المقابل تؤكد مصادر «حزب الله» أنه لا يرغب في الحرب لكنّه يستعدّ لها ليكون جاهزاً إذا اندلعت.

 

زيارة 

أشارت مصادر متابعة إلى ضرورة انتظار زيارة هوكشتين إلى فرنسا الأسبوع الجاري، والتي سيلتقي خلالها بالمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وسيتمّ التنسيق حول الوضع في الجنوب، وإمكانية التنسيق بورقة مشتركة فرنسية - أمريكية حول معالجة الوضع العسكري.

إلى ذلك، أعلن «حزب الله»، أمس مقتل عنصرين في «مواجهات مع إسرائيل جنوبي لبنان»،

في وقت أغارت مسيّرة إسرائيلية على بلدة حولا جنوبي لبنان. وقد صرح الجيش الإسرائيلي في بيان نشره على منصة «إكس» أن «قصف بلدة حولا جاء على إثر رصد دخول أحد عناصر حزب الله إلى مبنى عسكري». وأضاف البيان أنه هاجم مبنى آخر في منطقة كفركلا جنوبي لبنان.

على الجانب الآخر، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في عدة بلدات بالجليل الأعلى شمالي إسرائيل.