حركة دبلوماسية لتبريد جبهة جنوب لبنان والتمديد لـ«اليونيفيل»

امرأة تسير بجوار مبانٍ مدمرة بغارات إسرائيلية جنوبي لبنان | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع انحسار لغة التهديد الإسرائيلية بالحرب الشاملة والدعوات إلى حلول دبلوماسية، يترقّب الداخل اللبناني ما سيكون عليه المشهد في باريس، التي ستشهد لقاء سيجمع الموفد الرئاسي الأمريكي، عاموس هوكشتاين، بالموفد الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، وذلك من بوّابة كون اللقاء المرتقب بينهما، غداً، يصبّ في خانة التنسيق بين باريس وواشنطن حيال منع نشوب حرب شاملة في لبنان.

وفيما القيادات الإسرائيلية، بتناقضاتها، باتت كلّ يوم تجري «رسماً تشبيهيّاً» لضرب لبنان، ثم تترك الفرصة للدبلوماسيّة، فإن الأنظار تتجه غداً إلى العاصمة الفرنسية، التي ستستقبل المبعوث الرئاسي الأمريكي في مؤشر لافت إلى تواصل التنسيق وتكثيفه بين الدولتين حيال الوضع الخطير في لبنان. ذلك أن هوكشتاين، وبحسب ما يتردّد من معلومات، سيضع الجانب الفرنسي في صورة الاتصالات التي أجراها في تلّ أبيب وبيروت، مؤخراً، من أجل منع توسيع حرب غزّة إلى لبنان.

استحقاق أممي

تزامناً، وعشيّة التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، «اليونيفيل»، وهو الاستحقاق الذي يحلّ موعده في 31 أغسطس المقبل، وسط تصاعد الضغوط الأمريكية لناحية التجديد وشروطه، أودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة موجّهة من الوزير عبدالله بو حبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تتضمّن طلب لبنان تجديد ولاية «اليونيفيل» لسنة إضافية.

وفي معرض الإجابة عن هذا السؤال، فإن ثمّة إجماعاً على أن مصلحة لبنان المطلقة تكمن في التجديد لهذه القوات، التي هي قوات حفظ سلام وليست قوات اشتباك، مهما كلّف الأمر، وحتى لو لم تتمكن من ضبط الأوضاع في الجنوب. أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمّة من يعتقد بأن الاعتراض على التجديد سيأتي من إسرائيل هذه المرّة، سواء من فوق الطاولة أو تحتها، بهدف جرّ حلفائها إلى حرب موسّعة، مع ما يعنيه الأمر من حتميّة حصول معركة دبلوماسية في مسألة التجديد لـ«اليونيفيل»، المرتبط وجودها أساساً بتنفيذ القرار 1701. ومن هنا، فإن ثمّة تعويلاً على دور فرنسا في هذا السياق، لكونها تضطلع بمهام «حاملة القلم» لجهة صياغة مسودة مشروع القرار الدولي الخاص بتمديد الولاية.

وعليه، بدأ لبنان التحضير لهذا الاستحقاق، من خلال إعداد مسودة النصّ وتنسيقه مع الفرنسيين، بينما هناك جهات عديدة تسعى إلى إدخال تعديلات على هذا النصّ، لا سيّما بما يتعلق بتوسيع صلاحيات «اليونيفيل» أو زيادة عديدها، وهو ما يشهد نقاشاً موسعاً على مستوى الدول المعنية، وفق تأكيد مصادر مطلعة، مع إشارتها لـ«البيان» إلى أن هذا الاستحقاق سيكون مدار بحث بين هوكشتاين ولودريان، وذلك وسط معلومات تفيد بأن الألمان يريدون الاضطلاع بدور أساسي، وبأن الأمريكيين يقترحون أن يكون لألمانيا مراقبون، مهمّتهم مراقبة تطبيق القرار 1701 والإشراف على عدم وجود أيّ تحركات أو أنشطة عسكرية جنوب نهر الليطاني.

Email