أهالي الشجاعية في غزة.. نزوح الشتاء والصيف

نازحون فلسطينيون يغادرون مناطقهم بعد الهجوم البري في غزة - أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أن ينزح أهالي الشجاعية بقطاع غزة، ثماني مرات خلال تسعة أشهر، فهذا يعني أن الحرب ألقت عليهم بكل ألوان ومفردات المعاناة، وطالما استمرت فإنهم سيكابدون التعب والمشقة، وفق تعبيرهم.

وللمرة الثامنة منذ بدء الحرب المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر من العام الفائت، ينزح الفلسطيني سعد المغني وعائلته من حي الشجاعية، قاصدين منطقة الشيخ عجلين، بعد أن أعاد الجيش الإسرائيلي اجتياح الحي بصورة مفاجئة، في إعادة إنتاج للأيام الأولى من الحرب، حسب توصيف مراقبين. «أخذنا حاجياتنا ومشينا والقذائف تنهمر علينا وتنفجر من حولنا، وبصعوبة كبيرة وصلنا إلى حي الشيخ عجلين، واصفاً مشهد النزوح الثامن، بأنه الأصعب من كل سابقاته.

وأضاف: «كنا نظن بعد أن عدنا أخيراً إلى حي الشجاعية، بأن نزوحنا لن يتكرر مرة أخرى، لكننا عشناه للمرة الثامنة، وكانت أصعب اللحظات، عندما أخبرنا الأقارب والجيران بصعوبة البقاء في الحي، وأن علينا ترك المكان بأسرع ما يمكن، والعودة إلى حيث أتينا». بينما وصف عبد اللطيف الشمالي مشهد نزوحه بالشاق والصعب، موضحاً أن تكدس النازحين وقلة وسائل النقل، ضاعفت معاناته وعائلته.

حيث اضطروا لحمل أمتعتهم على ظهورهم، فضلاً عن الرعب والخوف الذي عايشوه بفعل الانفجارات العنيفة التي رافقتهم. وتابع: «لا نعرف كيف سنتدبر أمورنا، ما إن نستقر في مكان حتى ننزح مجدداً».

وبالنسبة للفلسطينية عريفة حسنين، فإن رحلة النزوح الحالية، هي الأصعب، كونها حملت معها عنصر المفاجأة، ولم تتمكن بموجب ذلك من اصطحاب أي أغراض أو أمتعة لها ولأفراد عائلتها،  وبدت حسنين قلقة على مصيرها عائلتها أكثر مما تحتمل، موضحة:

«لم نترك مكاناً إلا ونزحنا إليه، وعشنا «رحلة الشتاء والصيف» ونحن نتنقل بين مدارس الأونروا والمستشفيات والجامعات، ولا نعلم أين سيستقر بنا المقام هذه المرة ». وبعد تدمير عشرات آلاف المنازل والأبراج السكنية بفعل القصف، أصبح العثور على سكن أو مستقر ضرباً من المستحيل، وحتى المدارس والمشافي التي غدت ملاذات للنازحين، فقد امتلأت. 

 

Email