السودان.. الحرب تقلص المساحات المزروعة وتهدد بالمجاعة

فارون من سنار جنوب شرق السودان يحصلون على وجبات بعد وصولهم إلى القضارف| أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخرجت الحرب المشتعلة في السودان لأكثر من عام العديد من ولايات البلاد الزراعية عن دائرة الإنتاج، كما فقد ملايين السودانيين مصادر دخلهم، وسط تحذيرات أممية من كارثة مجاعة هي الأسوأ على مستوى العالم، إذ يواجه أكثر من نصف سكان السودان مستويات مرتفعة من «انعدام الأمن الغذائي الحاد».

ومع تمدد الحرب إلى الولايات الزراعية، مثل ولايات الجزيرة وسنار ودارفور وكردفان، اضطر الكثير من المزارعين إلى ترك حقولهم والفرار بحثاً عن الأمان، بينما تواجه المزارعين في الولايات الآمنة تحديات وتعقيدات مختلفة جعلت الكثير منهم يتركون الزراعة أو يقلصون مساحتهم الزراعية، ما يهدد الموسم الزراعي للعام الجاري بخطر الفشل في حال لم تعمل الجهات المعنية على تذليل تلك العقبات.

ويؤكد رئيس اللجنة المفوضة للمزارعين ياسر علي الصعب لـ«البيان» أن الموسم الزراعي لهذا العام محاط بالكثير من المصاعب، إذ يمثل التمويل أكبر التحديات التي تواجه المزارعين، محذراً من أن فشل الموسم الزراعي سيكون له آثار كارثية على البلاد، خاصة وأن هناك ولايات عديدة خرجت عن دائرة الإنتاج بسبب الحرب، سيما في إقليمي دارفور وكردفان وولاية الجزيرة وأجزاء من ولايتي النيل الأبيض وسنار.

  ويؤكد وزير الإنتاج بولاية القضارف عمر بشير لـ«البيان» أن الولاية تستهدف في خطتها للموسم الجديد مساحة 7,5 ملايين فدان، خصصت منها 5,5 ملايين فدان لزراعة محاصيل الأمن الزراعي (ذرة ودخن)، غير أنه لفت إلى أن هناك صعوبات تمويلية تسعى وزارته مع السلطات في الدولة لإزالتها، وأشار إلى أنهم بحاجة إلى نحو 450 مليار جنيه سوداني لتمويل المزارعين، بدوره يحذر الأمين عبد اللطيف البدوي، وهو من مزارعي ولاية القضارف، من أن الموسم الزراعي الحالي في خطر، ومعرض للفشل ما لم تتدارك قيادة الدولة الأمر وتسعي بشكل عاجل لتوفير التمويل اللازم، وأضاف: «ما لم تتم المعالجات الأمنية الكافية والحماية للمزارعين ستخرج مساحات كبيرة من المشاريع الزراعية عن دائرة الإنتاج».

Email