حرب غزة تدخل شهرها الـ 10 والصفقة يلفها الضباب

فلسطينيون يسيرون على أنقاض مدرسة تابعة للبطريركية اللاتينية في غزة بعد تعرضها لقصف إسرائيلي | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع دخول الحرب في قطاع غزة، أمس، شهرها العاشر عادت الدينامية لجهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، حيث تخلت حركة حماس عن مطلب أساسي يتعلق بمجريات الصفقة.

وقال مسؤولان في «حماس»: «إن الحركة تنتظر رداً إسرائيلياً على اقتراحها لوقف إطلاق النار، وذلك بعد خمسة أيام من قبولها جزءاً رئيسياً من خطة أمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة، منذ تسعة أشهر في قطاع غزة».

وقال أحد مسؤولي حماس لوكالة «رويترز» طالباً عدم نشر اسمه :تركنا ردنا مع الوسطاء وننتظر سماع رد إسرائيل.

وأفاد مسؤول فلسطيني آخر مطلع على المداولات الجارية بشأن وقف إطلاق النار بأن هناك محادثات مع إسرائيل عبر وسطاء، وقال المسؤول «ناقشوهم في رد حماس ووعدوهم يرجعوا برد خلال أيام».

وقال قيادي في «حماس» لوكالة «فرانس برس»: إن الحركة وافقت «أن تنطلق المفاوضات» حول الأسرى «من دون وقف إطلاق نار» دائم، وذكّر بأن «حماس كانت في السابق تشترط أن توافق إسرائيل على وقف كامل لإطلاق النار بشكل دائم» لتخوض مفاوضات حول الأسرى، مضيفاً «هذه الخطوة تم تجاوزها، حيث إن الوسطاء تعهدوا بأنه طالما مفاوضات الأسرى مستمرة يستمر وقف إطلاق النار»، وتابع «حماس تراجعت عن شرطها الخاص بالوقف الدائم لإطلاق النار، حيث وافقت على أن تنطلق المفاوضات من دون وقف النار» الدائم.

مشاورات

ويجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مشاورات بخصوص الخطوات المقبلة في التفاوض على الخطة المكونة من ثلاث مراحل، التي طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو الماضي.

ويواجه نتانياهو ضغوطاً شعبية متزايدة لإتمام الصفقة. وخرج محتجون إلى الشوارع في أنحاء إسرائيل، أمس، للضغط على الحكومة من أجل إبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما سيسمح بإعادة 120 أسيراً ما زالوا محتجزين في القطاع.

وأعاق المحتجون حركة المرور في ساعة الذروة عند تقاطعات رئيسية بأنحاء إسرائيل، وتظاهروا عند منازل 18 وزيراً، وأضرموا لفترة وجيزة نيراناً بإطارات على الطريق السريع الرئيسي بين تل أبيب والقدس قبل أن تنجح الشرطة في إعادة فتحه.

وذكر مصدر مطلع أن مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز سيسافر إلى المنطقة خلال أيام من أجل المفاوضات.

ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية في وقت لاحق، أمس، عن مصدر رفيع المستوى أنه من المتوقع أن يزور بيرنز القاهرة أيضاً هذا الأسبوع لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار.

قتال محتدم

وفي الأثناء ظل القتال محتدماً في أنحاء قطاع غزة، وقال مسؤولو صحة فلسطينيون: «إن 15 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في ضربات إسرائيلية منفصلة في غزة»، وأضافوا: «إن ضربة جوية إسرائيلية على منزل في بلدة الزوايدة بوسط غزة أدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل، وإصابة عدد آخر في حين قُتل ستة آخرون في غارة جوية على منزل في غرب غزة».

وذكرت وسائل إعلام والدفاع المدني الفلسطيني في غزة أن إسرائيل شنت غارة جوية على مدرسة تديرها كنيسة في غرب مدينة غزة، ما أدى إلى مقتل إيهاب الغصين، وكيل وزارة العمل في القطاع، إلى جانب ثلاثة آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم مسلحين كانوا يختبئون في المدرسة، بالإضافة إلى منشأة في المنطقة المجاورة، حيث كان يجري تصنيع أسلحة، وفق بيانه. وكانت زوجة الغصين وابنته قتلتا أيضاً في غارة إسرائيلية في مايو.

ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» الوضع بأنه مأساوي على نحو متزايد، وقالت عبر منصة إكس «لا تزال الأسر تواجه النزوح القسري والدمار الشامل والخوف المستمر. هناك نقص في الإمدادات الأساسية، والحرارة لا تطاق والأمراض تنتشر».

وواصلت دبابات إسرائيلية التوغل بمناطق في وسط وشمال مدينة رفح على الحدود مع مصر، وقال مسؤولو الصحة هناك إنهم انتشلوا ثلاث جثث لفلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية في شرق المدينة.

Email