موقع تعرض لغارة إسرائيلية في خان يونس| أ.ف.ب

غزة تحت القصف الكثيف ولا أفق لوقف النار

تواصل القصف الإسرائيلي كثيفاً أمس على قطاع غزة مع مزيد من الضربات الدامية، فيما تتلاشى الآمال بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتتفاقم «الكارثة الإنسانية» بحسب منظمات غير حكومية. وفي وقت استؤنفت الجهود الدبلوماسية على أمل التوصل لوقف إطلاق النار، بدا المشهد ضبابياً فيما يتعلق بإمكانية استمرار هذه الجهود أو تحقيقها نتيجة.

وخلال اجتماع في واشنطن، عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مسؤولَين إسرائيليين كبيرين عن «القلق العميق» الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنّها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح، بحسب المتحدث باسمه ماثيو ميلر الذي قال أول من أمس، إن اثنين من كبار مستشاري نتانياهو أكدا أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار.

بعض التقدم

وكان مفاوضون أكدوا أن جهود مصر وقطر في التوسط لإنهاء الصراع وإطلاق سراح الأسرى وكذلك الإفراج عن أسرى فلسطينيين تحقق بعض التقدم. وقالت مصادر أمنية مصرية إن المحادثات توقفت السبت بعد ثلاثة أيام من مفاوضات مكثفة لم تتمخض عن نتيجة قابلة للتطبيق وبعد ضربة جوية إسرائيلية قتلت العشرات.

وقال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات أمس، إن «حماس» تحرص على ألا يُنظر إليها على أنها أوقفت المحادثات على الرغم من تصعيد الهجمات الإسرائيلية. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «حماس تريد أن تنتهي هذه الحرب، ولكن ليس بأي ثمن، لقد أبدت من أجل تحقيق ذلك المرونة المطلوبة وهي تضغط عبر الوسطاء لأن تقوم اسرائيل باتخاذ فعل مماثل».

وأضاف أن «حماس» تعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحاول تفادي التوصل إلى اتفاق بإضافة مزيد من الشروط تقيد عودة النازحين إلى شمال غزة، وتحافظ على السيطرة على معبر رفح مع مصر وهي شروط لن تقبلها الحركة.

وقال مسؤولو وزارة الصحة في غزة أمس، إن 50 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في قصف إسرائيلي على المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع. ومن بين هؤلاء لقي 44 فلسطينياً على الأقل حتفهم في ثلاث غارات جوية «خلال أقل من ساعة» على القطاع إحداها استهدفت مدرسة في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأكدت إسرائيل من جانبها أنها نفذت غارتين. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل «ثلاث مجازر بأقل من ساعة بحق النازحين في منطقة العطار غرب خان يونس، ومدرسة الرازي بمخيم النصيرات، وتجمع للفلسطينيين بمحيط دوار الشيخ زايد شمال قطاع غزة».

وأضاف أن أكثر من 44 قتيلاً وعشرات الجرحى منهم حالات خطيرة. وأعلنت وزارة الصحة في بيان مقتضب إحصاء 17 قتيلاً وأكثر من 26 جريحاً في غارة قرب «محطة (وقود) العطار في مواصي خان يونس. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «ضرب نشطاء كانوا يعملون في مدرسة تابعة للأونروا في منطقة النصيرات... قاموا بالتخطيط وتوجيه العديد من الهجمات» ضد قواته في القطاع.

عشرات الضحايا

وذكر المسؤولون أن خمسة فلسطينيين لاقوا حتفهم في غارة جوية على منزل في مدينة رفح، الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر، حيث تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات منذ مايو، بينما قُتل رجل وزوجته وطفلان في خان يونس القريبة.

وقالت وزارة الصحة إن الضربة الجوية أصابت منطقة خيام تأوي عائلات نازحة في شارع العطار. وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات واصلت أنشطتها القائمة على «توجيه استخباري» في رفح وأن الغارات الجوية استهدفت مسلحين وأنفاقاً وبنية تحتية عسكرية أخرى لـ«حماس».

وأضاف أن سلاح الجو ضرب نحو 40 هدفاً في أنحاء القطاع، منها مواقع هجوم ومراقبة ومنشآت عسكرية ومبان ملغومة. وفي الجنوب، انتُشلت أربع جثث وثلاثة جرحى من تحت أنقاض منزل استهدفته غارة جوية إسرائيلية في خان يونس، ونُقلت خمس جثث إلى مستشفى ناصر بعد استهداف مجموعة من الفلسطينيين في منطقة خربة العدس في رفح.

وليل الاثنين الثلاثاء، تحدث شهود عن غارات وقصف مدفعي نفذها الجيش الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع الفلسطيني من شماله إلى جنوبه. وفي مدينة غزة، قالت أجهزة الإسعاف إنها عثرت على قتيل وجريحَين في شقة استُهدفت.

وأفاد الدفاع المدني في القطاع بأن غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة في وسط القطاع، أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين. وأضافوا أن أربعة فلسطينيين آخرين لاقوا حتفهم في غارة جوية بمنطقة الشيخ زايد في شمال القطاع.