عبدالحميد الدبيبة: رفض أوروبي للمهاجرين ورغبة أفريقية في الهجرة

الدبيبة في لقطة مع عدد من رؤساء الحكومات خلال المنتدى - إي بي إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت بالعاصمة الليبية طرابلس، أمس، أعمال منتدى الهجرة عبر المتوسط بمشاركة عدد من رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين من الدول الأفريقية والأوروبية إلى جانب جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى منظمات دولية معنية بالهجرة وحقوق الإنسان.

وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة إن بلاده تعاني من رفض أوروبي للمهاجرين ورغبة أفريقية في الهجرة.

وأكد الدبيبة في كلمته في افتتاح المنتدى إن «مشكلة الهجرة تؤرق الكثير من الدول، لافتاً إلى كل الدول الأفريقية تريد التواصل مع الشمال، وكثير منها يمر بأزمات من الحاجة والمجاعة، فأفريقيا تعاني من ويلات الاستعمار والاستغلال ونهب ثرواتها خلال الخمسين سنة الماضية، ما يدفع المواطن الأفريقي للبحث عن لقمة العيش وهو يقطع طريقاً صعباً وينتهي أحياناً بالموت على أمل الوصول إلى أوروبا».

ضغط

وأوضح أن أوروبا تستخدم الكثير من الطرق لمنع هؤلاء، وأفريقيا تدفع بهم بحثاً عن المعيشة الجيدة، ووجدنا أنفسنا وسط ضغط من الشمال والجنوب.. الشمال يصرف ونحن ننفق الكثير من الأموال والأفارقة يموتون إما في الصحراء أو البحر.

ودعا الدبيبة إلى توجيه الأموال التي تنفق من أجل إدارة تدفقات الهجرة غير النظامية لتمويل مشروعات تنموية في دول المصدر، مبيناً أن المهاجر يقطع الصحراء من دول أفريقيا، وكثير من الأفارقة يموتون عطشاً وجوعاً في هذه الصحراء القاحلة، وعندما يصلون في ليبيا يفكرون كيف يقطعون البحر الأبيض المتوسط، وكثير منهم يقضون نحبهم في البحر.

وقال الدبيبة: «إن هذه الأموال التي تصرف خلال آخر 50 عاماً لم تحل هذه المشكلة.. والفكرة بشكل بسيط يجب أن تذهب هذه الأموال إلى دول المصدر للمهاجرين.. لننفذ مشروعات حقيقية تؤدي إلى استقرار أبناء هذه الدول في مناطقهم.. هذا المشروع بكل بساطة، ونسعى إلى أن نؤسس حركة فعلية لحل هذه المشكلة».

مبادرات

من جانبها اعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، في كلمتها أمام المنتدى، نفسها مواطنة ليبية عند حديثها عن المبادرات مع ليبيا، وقالت: «سوف أقدم مبادرات أخرى عديدة لرئيس الحكومة الليبية وغيره». وأشارت ميلوني إلى أن تعزيز العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط «هو السبب الرئيسي لإعلان خطة ماتي».

ووصفت مواجهة الهجرة غير الشرعية بالتحدي الأصعب الذي يمكن أن تواجهه دول المنطقة، والذي لن تستطيع إيطاليا التغلب عليه بمفردها، على حد قولها، حاثة جميع المعنيين بالملف إلى العمل معا في ملف الهجرة وتغيير النهج السابق في التعامل معها.

غياب التمويل

بدوره، قال رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني في كلمته إن بلاده بذلت جهوداً كبيرة في إدارة موجات الهجرة منذ بدء الأزمة في ليبيا وتقوم بمكافحة الهجرة دون أي تمويل، وأن تونس لا يمكن أن تكون بلد مرور أو لجوء للمهاجرين.

وأكد الحشاني أن حل الأزمة يجب أن يكون جماعياً من دول المصدر والعبور والهدف. من جانبه قال رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، إن بلاده التي تعاني من عبء ظاهرة الهجرة أيضاً لكونها إحدى دول المقصد وتلقت مساعدات من الجانب الليبي في مكافحة الهجرة.

وأوضح أن الهجرة تبدأ في دول المصدر بسبب الحروب والنزاعات؛ ما يدفعهم للهجرة، وهو ما يشكل تحدياً لدول الممر والهدف.

ويهدف المنتدى إلى مناقشة التحديات المشتركة في ملف الهجرة ووضع حلول عملية تسهم في الحد من الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية والأوروبية لتحقيق استقرار أكبر في المنطقة.

ويتناول المشاركون قضايا عدة من بينها تحسين إدارة الحدود وتعزيز آليات الإنقاذ والإغاثة للمهاجرين وتوفير الدعم اللازم للدول المستقبلة للمهاجرين.

 

Email