عائلات سودانية في طابور للحصول على مساعدات - أرشيفية

الأمم المتحدة: الوضع في السودان «يائس»

حذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من أنّ الوضع في السودان «يائس»، والمجتمع الدولي «لا يلاحظ ذلك»، مشيراً بالخصوص إلى أوضاع النازحين الذين يحاولون الفرار من البلد الغارق في الحرب.

وقال غراندي إنّ «هذه الأزمة الخطيرة للغاية - أزمة حقوق الإنسان، وأزمة الاحتياجات الإنسانية - تمرّ دون أن يلاحظها أحد تقريباً في مجتمعنا الدولي»، المنشغل بأزمات أخرى، من أوكرانيا إلى غزة.

وأوضح لوكالة الأنباء الفرنسية، أنّه منذ بدء الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، في أبريل 2023 «نزح أكثر من 10 ملايين شخص من ديارهم»، بينهم أكثر من مليوني سوداني لجأوا إلى دول أخرى. لكنّ «ما يثير القلق» بالنسبة للمسؤول الأممي، هو أنّ «الناس بدؤوا ينتقلون إلى ما هو أبعد من الجوار المباشر، في محاولة منهم للعثور على المساعدة في مكان أبعد».

وأوضح أنّ «أكثر من 100 ألف سوداني» وصلوا أيضاً إلى ليبيا، «ولسوء الحظ، بسبب وجود شبكات تهريب والقرب من أوروبا، يحاول كثيرون منهم ركوب قوارب للذهاب إلى إيطاليا، أو دول أوروبية أخرى».

وتابع: «لقد حذّرنا الأوروبيين»، مشدّداً على أنّه إذا ظلّت المساعدات الإنسانية للسودان غير كافية، فإنّ السودانيين «سيواصلون المضي قدماً» على طريق الهجرة.وحذّر المفوّض السامي من أنّه «للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر في المنطقة بكاملها، بطريقة خطرة للغاية».

وقال إنّ الحرب في السودان كانت «مهمّشة إلى حدّ بعيد»، على الرغم من آثارها الهائلة، معرباً عن أسفه «لحالة نقص الاهتمام المخيفة والصادمة»، بالأزمات التي تعصف بأفريقيا، من منطقة الساحل إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتساءل غراندي «ما هو مستقبل بلد مثل السودان، الذي دمّرته الحرب، حتى لو حلّ السلام فيه؟»، مشيراً إلى أنّ الطبقة المتوسطة التي أبقت هذا البلد «صامداً» طيلة عقود من الاضطرابات والحروب «تمّ تدميرها» الآن. وقال «هم يعلمون أنّ الأمر انتهى: لقد فقدوا أعمالهم، ودُمرت منازلهم، وقُتل العديد من أحبائهم. إنّه أمر فظيع»، وبالتالي «ما مستقبل الشعب السوداني؟».