إسرائيل تلوّح بهجوم بري وتنفذ غارات على مناطق عدة.. و«حزب الله» يقصف تل أبيب للمرة الأولى

جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء حربي لبنان وغزة

تصاعد أعمدة الدخان فوق جنوب لبنان في أعقاب غارة إسرائيلية - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأ حراك دبلوماسي واسع في أروقة الأمم المتحدة بقيادة واشنطن لإنهاء حربي لبنان وغزة في مبادرة واحدة، فيما لوحت إسرائيل بهجوم بري واسع على لبنان، وسط اتهام مصري أردني عراقي لإسرائيل بدفع المنطقة إلى حرب شاملة.

وشنت إسرائيل مزيداً من الضربات الجوية على لبنان، أمس، فيما أطلق حزب الله وابلاً من الصواريخ صوب إسرائيل، ومنها تل أبيب للمرة الأولى، في أعنف تبادل لإطلاق النار. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قصف أكثر من 280 هدفاً لحزب الله في لبنان. وقال الجيش في بيان، إنه إثر إطلاق حزب الله مقذوفات عديدة من لبنان، قام الجيش بضرب قاذفات استخدمت لإطلاق المقذوفات.

إضافة إلى أهداف أخرى بلغ مجموعها أكثر من 280 هدفاً. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية في الشمال. وقال الجيش في بيان: وفقاً لتقييم الوضع، يستدعي الجيش الإسرائيلي لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية على الجبهة الشمالية، سيسمح هذا بمواصلة القتال ضد حزب الله والدفاع عن إسرائيل.

وإيجاد الظروف لتمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم. كما نقل بيان للجيش الإسرائيلي، عن قائد القيادة الشمالية بالجيش، القول، إن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة من حملتها، ويجب أن تكون مستعدة للمناورة والتحرك. وأفاد الجيش الإسرائيلي، بأنه اعترض طائرة مسيرة، حاولت التسلل إلى إسرائيل من سوريا.

وذكرت شركة الكهرباء الإسرائيلية، أن حزب الله حاول استهداف أحد مواقعها الاستراتيجية، لكن بفضل الدفاعات، التي تم إقامتها سابقاً، فشلت محاولته.

وفيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل ستستخدم القوة الكاملة ضد حزب الله حتى ضمان عودة سكان الشمال إلى منازلهم، كشف رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، عن أن إسرائيل تستعد لهجوم بري محتمل في لبنان.

في الأثناء، أطلق حزب الله صاروخاً باليستيا باتجاه تل أبيب للمرة الأولى، أمس، وفق ما أكد الجيش الإسرائيلي. ودوت صافرات الإنذار فجراً في تل أبيب التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن الحدود اللبنانية، عندما أطلق الحزب صاروخ أرض- أرض باليستياً، قال الجيش إنه تم اعتراضه.

موضحاً أنها المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ لحزب الله إلى منطقة تل أبيب. واعتبر الجيش الأمر تصعيداً، مشيراً إلى أنّ حوالي 40 قذيفة أُطلقت من لبنان تجاه شمالي إسرائيل وتم اعتراض عدد كبير منها.

بدوره، قال الحزب، إنه استهدف بصاروخ من طراز «قادر 1» مقر جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، مشيراً إلى أنه المسؤول عن الاغتيالات وعملية تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بالحزب التي تسببت بقتل عدد كبير من عناصره.

كما أعلن حزب الله، أن عناصره استهدفوا مصنع المواد المتفجرة ‏في ‏منطقة زخرون بصلية من صواريخ «فادي 3»، واستهدفوا للمرة الثانية مستوطنة كريات ‏موتسكين بصليات من صواريخ «فادي 1».

قتلى وجرحى

كما أحصت وزارة الصحة اللبنانية، مقتل 51 شخصاً وإصابة أكثر من 220 آخرين بجروح جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت، أمس، مناطق عدة في لبنان. وقال وزير الصحة فراس الأبيض في مؤتمر صحافي:

الحصيلة لدى وزارة الصحة حتى ساعات الصباح، 51 قتيلاً و223 جريحاً في الضربات المختلفة التي طالت جنوب لبنان وشرقيه، وكذلك بلدتين شمالي بيروت وجنوبيها استهدفتا للمرة الأولى منذ بدء التصعيد.

في السياق، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن أكثر من 90 ألف شخص نزحوا على وقع الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مناطق عدة في لبنان.

جهود

سياسياً، قالت سبعة مصادر، إن الولايات المتحدة تقود جهوداً دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة. وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدران في واشنطن ومصدر آخر مطلع على المحادثات، أنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ولفتت المصادر السبعة، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أمريكية. وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على المحادثات، إن الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

تسوية

بدوره، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن الحرب الشاملة ممكنة في الشرق الأوسط، لكن هناك أيضاً إمكانية لتسوية صراع إسرائيل في غزة ومع حزب الله في لبنان. وأضاف بايدن في برنامج تبثه قناة إيه.بي.سي: نشوب حرب شاملة ممكن، لكنني أعتقد أن هناك أيضاً فرصة، ما زلنا نعمل من أجل التوصل إلى تسوية يمكن أن تغير المنطقة بأكملها تغييراً جذرياً.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن خطر التصعيد في الشرق الأوسط شديد، وإن واشنطن وحلفاءها يعملون دون كلل لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله. وأضاف: نجتمع في وقت توتر شديد، خطر التصعيد في المنطقة شديد. أفضل رد هو الدبلوماسية، وجهودنا المنسقة ضرورية لتجنب زيادة التصعيد. كما قال البيت الأبيض، إن إطلاق حزب الله صاروخاً على تل أبيب مقلق للغاية، مشدداً على وجود مجال للدبلوماسية لتجنب حرب شاملة.

تحذيرات

إلى ذلك، حذّرت مصر والأردن والعراق في بيان مشترك، أمس، من أن إسرائيل تدفع المنطقة إلى حرب شاملة. وقال وزراء خارجية الدول الثلاث بعد اجتماع في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنهم بحثوا التصعيد الخطير الجاري في المنطقة، وشددوا على أن وقف هذا التصعيد يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

اقرأ أيضاً:

مخاوف من استغلال حرب لبنان للاستفراد بغزة وتفريغ شمالها

Email