نزوح واسع خلفته الحرب الدائرة في السودان طوال 17 شهراً - أرشيفية

السودان.. مزاج عام رافض للحرب ومترقب للاستقرار

ما إن تلوح في أفق السودانيين بارقة أمل بإنهاء معاناتهم جراء الحرب المتواصلة لما يقارب الـ 18 شهراً، يقف شيطان التفاصيل عائقاً أمام مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية، الساعية لإيجاد مخرج من مأزق الصراع، ولم تفلح كل الجهود في الجمع بين أطراف القتال على طاولة واحدة، منذ أن تعثرت مباحثات جدة في مايو من العام الماضي.

ورغم ارتفاع وتيرة المعارك وانخفاضها، إلا أن المكتوين بلهيب القذائف، لم يفقدوا الأمل في الحلول السلمية، عبر المفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد أن تجرعوا ويلات النزوح واللجوء، وتشتتوا في الأصقاع، فراراً من وحشية الحرب، التي لم تشهد البلاد مثيلاً لها في تاريخها القريب.

ويلملم السودانيون بقايا الأمل، انتظاراً لجلوس الطرفين على طاولة محادثات واحدة، لا سيما أن الحل التفاوضي يحظى برعاية عالية المستوى من الجانب الأمريكي، ومشاركة فاعلين على الصعيد الإقليمي، إذ يعتبر مراقبون أن المبادرة الأمريكية السعودية، تعد واحدة من أهم الفرص المتاحة في الوقت الراهن، للخروج من دوامة الحرب.

فالوقت يمضي وتمضي معه معاناة السودانيين المتفاقمة على مدار الساعة، لا سيما أن كابوس المجاعة يلوح، ملتهماً الملايين ممن وضعتهم الحرب على حافة الموت جوعاً.

ويتوق المزاج العام على المستوى المحلي والدولي، لإسكات صوت البندقية، ولكن يظل هاجس توفر الإرادة لدى المتحاربين شاخصاً، فالتزامات منبر جدة، التي تعهد بها الطرفان في مايو من العام الماضي، لا تزال حبراً على ورق، مع تبادل الطرفين الاتهامات حول الإخفاق في إنزالها إلى أرض الواقع، على الرغم من أنها التزامات معنية في المقام الأول بالشأن الإنساني، وإيصال العون للمتأثرين، عبر توفير الممرات الآمنة، وخروج القوات من الأعيان المدنية ومنازل المدنيين.

كرة لهب

وبما أن هناك مياهاً كثيرة جرت تحت جسر إعلان جدة، وتدحرجت كرة اللهب إلى مساحات أخرى، ما يعقد ملفات المباحثات مستقبلاً، إذ تمثل قضية وجود الضامنين المؤثرين لإنفاذ ما يتم الاتفاق عليه أمراً في غاية الأهمية، في ظل حالة انعدام الثقة بين الأطراف المتحاربة من جهة، وضمان توفر الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من القتال.

وتتسارع الخطى الإقليمية والدولية، من أجل إيجاد حل يجنب المنطقة خطر الانفجار، لا سيما أن استمرار الحرب في السودان، يعني بضرورة تمدده إلى دول جواره الهشة أمنياً، ما يعني اتساع دائرة الصراع.

ودخول أطراف دولية أخرى، تحركها أطماعها، لإيجاد موطئ قدم لها في المنطقة، في ظل تنافس دولي محموم، في ما بين القوى العالمية العظمى، فليس من سبيل غير وضع حد للاقتتال العنيف في السودان، عبر المحادثات المباشرة بين أطراف القتال، والضغط عليهما بما يكفي، لوقف العدائيات، والشروع في عملية سياسية تعيد الانتقال إلى مساره.

 

الأكثر مشاركة