بعد إغلاقها ثلاثة طرق رئيسة تربط ميناء عدن بمناطق سيطرتها، بهدف إجبار التجار على الاستيراد عبر ميناء الحديدة، أقدمت ميليشيا الحوثي، على إغلاق آخر طريق تمر عبره ناقلات المساعدات والمواد الغذائية لمناطق سيطرتها، التي تعاني الجوع ويعيش سكانها على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثة الدولية، الأمر الذي من شأنه مضاعفة معاناة السكان وفرض قيود جديدة على عمل المنظمات الإنسانية.

ومع تأكيدها استمرار القوات الحكومية في تحقيق المزيد من التقدم نحو المناطق الحدودية بين محافظتي إب والحديدة في مديريات مقبنة والجراحي وجبل رأس في الشمال ومديرية مقبنة بمحافظة تعز، أكّدت الأمم المتحدة أيضاً قيام ميليشيا الحوثي بتدمير الجسور وعبارات السيول على طول الطريق الذي يربط الحديدة بمحافظة إب، رغم أنّها لم تذكر الميليشيا بالاسم بل اكتفت بالقول: إنّ العمليات العسكرية أدت لعرقلة حركة المرور المدنية والتجارية على الطريق الرئيسي الذي يربط مديرية حيس بمديرية مقبنة، وذكرت أنّ الطريق كان منذ أبريل 2019 الشريان التجاري الرئيسي، الذي يربط بين المحافظات الخاضعة لسيطرة الشرعية، وتلك الواقعة تحت سيطرة الميليشيا.

ووفق التقارير الميدانية الأولية فإنّ الجسور الخمسة على هذا الجزء من الطريق تضرّرت بشكل كبير، إذ فجّرت الميليشيا تلك الجسور، بهدف عرقلة تقدم القوات الحكومية نحو عمق مديرية العدين في محافظة إب، على غرار ما فعلته سابقاً بإغلاق طريق الضالع مع محافظة إب وهو الطريق الرئيسي الذي يربط ميناء عدن بمناطق سيطرتها، ومن بعده طريق يافع البيضاء وقبله طريق تعز لحج أحد الطريق الرئيسة لعبور الناقلات.

نقص

وخلافاً لرواية الميليشيا، كشف تقرير لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عن وجود نقص في الوقود والإمدادات التجارية الأخرى بمدينة الحديدة والمناطق المتاخمة لمديرية حيس، بسبب تعطل الحركة التجارية على الطريق الممتد من عدن عبر المخا والخوخة إلى حيس ومنها لمحافظة إب ومناطق الشمال الغربي الأخرى، فضلاً عن تحوّل حركة مرور الناقلات التجارية المحدودة لمسار ثانوي، يمر عبر التضاريس الجبلية الوعرة في مديرية القبيطة بمحافظة لحج، غير قادر على استيعاب سوى الشاحنات الصغيرة فقط.