تسبّبت العواصف الترابية المستمرة أمس، في تعطيل الرحلات الجوية وإغلاق المدارس ودخول آلاف الأشخاص إلى المستشفيات في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط، في ظاهرة يرجح أن تزداد سوءاً خلال السنوات المقبلة على وقع تأثير التغيرات المناخية. وخيم الغبار وانعدام الرؤية بسبب العاصفة الرملية التي بدأت بالعراق وأثرت على سوريا ثم على الكويت فالسعودية فالبحرين وقطر وإيران، في ظاهرة مترابطة يعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية نقلاً عن المركز توقّعه «نشاطاً في الرياح السطحية المثيرة للأتربة والغبار تؤدّي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية على المنطقة الشرقية وأجزاء من منطقة الرياض».
وحجبت سحب الغبار الكثيفة الرؤية وبات من الصعب تمييز أبراج منطقة وسط الرياض من مسافة أقل من 500 متر. وغطّت طبقات الرمال الصفراء المباني والسيارات المركونة في الشوارع وأثاث المنازل، فيما طغت رائحة التراب على الأجواء.
وحذّرت وزارة الصحة مرضى الربو والأطفال وكبار السن ومرضى القلب، من موجة الغبار الحالية التي تشهدها مناطق عدة، مشيرة إلى ضرورة اتباع طرق الوقاية لتفادي الأزمات التنفسية. وأوصت الوزارة في فيديو على حسابها بـ «تويتر»، بضرورة اتباع إرشادات الدفاع المدني والأرصاد الجوية فيما يخص موجات الغبار.
وفي الكويت، عطّلت السلطات الدراسة أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية واستمرار موجة الغبار «حرصاً على مصلحة الطلاب»، حسب ما أفاد وزير التربية علي المضف في مداخلة على التلفزيون الرسمي.
تحسّن
في العراق، صفت الأجواء تدريجياً في بغداد، غداة العاصفة التي حولّت السماء إلى اللون البرتقالي وتسببت في مشكلات في الجهاز التنفسي لدى 4 آلاف شخص تم إدخالهم إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد. وتسبب الأتربة المصاحبة للعواصف الترابية مشكلات صحية جمة لمرضى الربو والحساسية والأمراض الرئوية المزمنة وأمراض القلب، وكبار السن والأطفال والحوامل.
وواصلت سبع من محافظات العراق الثماني عشرة تعليق الدوام الرسمي في الإدارات العامة لليوم الثاني توالياً.
وفي إيران، أغلقت الإدارات الحكومية والمدارس والجامعات أمس، في العديد من المحافظات بسبب الطقس السئ والعواصف الرملية، على ما أفادت وسائل الإعلام الرسمية. كما تم تعليق بعض الرحلات الجوية في مطارات جنوب وجنوب غرب البلاد، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية. وقال حسن عبدالله المسؤول في مركز «وسم» للأرصاد الجوية المتخصص في طقس المنطقة العربية، إنّ العواصف الترابية باتت «أكثر قوة من قبل» متوقّعاً استمرارها وتكرارها في شكل أكبر.
وأرجع ذلك إلى «تغيرات مناخية تنتج عنها زيادة عدد منخفضات البحر المتوسط واستمرار نشاطها لفترة أطول وانخفاض مستوى نهري دجلة والفرات وتفكك التربة، بسبب تفاوت معدلات الأمطار في شمال شرق سوريا والعراق». وتوقّع أنّ تزداد قوة هذه التغيرات المناخية خلال السنوات المقبلة في المنطقة.