أدانت الإمارات بشدة، اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين واعتقال عدد منهم، كما دعت بالشراكة مع الصين إلى عقد اجتماع مغلق في مجلس الأمن، لمناقشة التطورات الأخيرة الحاصلة في المسجد الأقصى.

وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها، تأكيد موقف دولة الإمارات الثابت، بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، ووقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية فيه، كما أكدت على عدم تحصّن المصلين بالمسجد أو العبث بالأسلحة والمفرقعات داخل دور العبادة.

فيما شددت وزارة الخارجية على أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.

ودعت الوزارة السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد، وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدةً رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، التي تهدّد بالمزيد من التصعيد.

وشددت الوزارة على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة، لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدماً، وكذلك وضع حدّ للممارسات غير الشرعية، التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مجلس الأمن

في الأثناء قال حساب بعثة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة على تويتر: «دعت دولة الإمارات بالشراكة مع الصين إلى عقد اجتماع مغلق، لمناقشة التطورات الأخيرة المقلقة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتحديداً اقتحام المسجد الأقصى المبارك».

اجتماع طارئ

وقوبلت مداهمة قوات الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، واعتدائها على المصلين والمعتكفين، بجملة إدانات عربية وإسلامية، ومطالبات للمجتمع الدولي بتحمّل مسؤوليته.

وحذرت جامعة الدول العربية من «دوامة عنف تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم»، بعدما عقدت، أمس، اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين الدائمين بمقرها في القاهرة، «لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على حياة ومقدسات الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة».

ورفضت الجامعة «المحاولات الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه زمانياً ومكانياً»، وأدانت في بيان، إثر الاجتماع الطارئ، «محاولة السيطرة على إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس المحتلة والاعتداء على موظفيها ومنعهم من ممارسة عملهم»، وأفادت بأن هذه الاعتداءات «تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».

وطالب مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، دياب اللوح، بموقف عربي موحد، للعمل مع المجتمع الدولي، ودول العالم ذات التأثير، إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون والمقدسات.

وحملت «الخارجية المصرية» في بيان إسرائيل مسؤولية «التصعيد الخطير»، فيما نددت وزارات خارجية كل من السعودية والكويت والأردن وسوريا والعراق والجزائر والمغرب ولبنان وقطر، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان العربي، التعدّيات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة. وقال الرئيس التركي، رجب طيّب أردوغان إن إسرائيل تجاوزت «الخط الأحمر».

ردود دولية

دولياً، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن «صدمته» و«ذهوله» إزاء مستوى العنف الذي استخدمته القوات الإسرائيلية بحق مصلين فلسطينيين داخل المسجد الأقصى. وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده تشعر بقلق بالغ من «الخطاب المشتعل»، الصادر عن الحكومة الإسرائيلية وأحداث العنف في المسجد الأقصى، ودعا إلى تهدئة الوضع.

وأكدت روسيا أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة، من أجل تهدئة الموقف، في أسرع وقت، وخلق الظروف الملائمة، لإقامة عملية سياسية مستدامة، تهدف إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن. في حين أعرب البيت الأبيض عن «قلقه البالغ» حيال أعمال العنف، و«حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي».