دعت دولة الإمارات المجتمع الدولي لتكثيف تركيزه على الاستجابة العاجلة للأوضاع الإنسانية في السودان، بما يشمل تكثيف المساعدات الإغاثية للشعب السوداني والتخفيف من محنته.

وفي بيان وفد الدولة في مجلس الأمن بشأن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة خلال الفترة الانتقالية في السودان، نشرته البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني أمس، قالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة، إن أزمة السودان تقترب من إتمام نصف عام على اندلاعها، فيما تستمر معاناة النزوح واللجوء للملايين، مع انهيار الخدمات الأساسية.

وعبّرت الحفيتي، في البيان، عن تطلع الإمارات إلى نتائج الاجتماع الذي سيعقد على هامش أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة، بقيادة المملكة العربية السعودية، ومصر وقطر، وعدد من الشركاء الإقليميين والدوليين لحشد الدعم وتعزيز الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة.

وجدد البيان دعوة الإمارات إلى التزام الأطراف بالقانون الدولي الإنساني وتيسير وصول المساعدات للمحتاجين بشكل آمن ومن دون عوائق.

ودعا لـ «التوصل إلى وقفٍ فوري ودائم لإطلاق النار، بهدف حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني».

خفض التصعيد

وأوضحت الحفيتي، في البيان، أن الشواغِل والحاجة الماسة لخفض التصعيد ووقف جميع الأعمال العدائية تزداد في ظل تصاعد العنف القبلي الذي يهدد بتفكيك النسيج الاجتماعي. وشددت «على أهمية تكامل الجهود الإقليمية والدولية مع المبادرات المحلية التي تسعى لمنع التوترات على المستوى المجتمعي».

مشيرة إلى أن اللجنة الدائمة لوقف إطلاق النار في دارفور، أسهمت سابقاً في الحَد من العنف ووقف التصعيد وتيسير الجهود لحماية المدنيين رغم التحديات الأمنية في المنطقة. ومنوهة بأن «وقف إطلاق النار واستئناف الحوار يمثلان خطوات أولية، إيجابية وأساسية لتهيئة الظروف المناسبة للعودة إلى العملية السياسية».

وقالت الحفيتي، إنه في ضوء التفاؤل الذي أثاره الزخم الدبلوماسي خلال الأشهر الماضية، خاصة على المستوى الإقليمي، لتدارك الأزمة في السودان، من المهم مواصلة البناء على هذه الجهود للتوصل إلى تسوية دائمة، تشمل وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، واستئناف الخدمات الأساسية، وإيصال المساعدات الإنسانية من دون عوائق.

وشددت على أهمية دعم الدور المهم لدول الجوار، معربة عن الأمل أن تسهم الخطوات الملموسة التي تتخذها مصر ضمن إطار مبادرة «دول الجوار» في تنسيق التعاون لتحقيق الاستقرار في السودان.

خارطة الطريق

وبصفة أشمل، تدعم الإمارات الجهود الإقليمية لإنهاء النزاع، ومنها تلك التي يقودها الاتحاد الأفريقي، بما يشمل (خارطة الطريق)، وكذلك مساعي جامعة الدول العربية و«الإيغاد».

وأوضحت، «لكي تكلل جميع هذه الجهود بالنجاح، نرى ضرورة مواصلة التنسيق بي ن جميع مسارات الوساطة، فتحقيق وقف دائم وفوري لإطلاق النار واستئناف المسار السياسي يقتضي توحيد الصف والهدف».

وأكدت الحفيتي في ختام البيان، تأكيد الإمارات على مواصلة تضامنها مع الشعب السوداني في محنته، قائلة: «سنظل ملتزمين تقديم المساعدات الإغاثية لهم، ودعم جميع المساعي الدبلوماسية لإنهاء الأزمة، ونتطلع إلى التوصل إلى توافق وطني يضع البلاد على مسار الأمن والاستقرار الدائمين».