دعت إيرلندا الشمالية اليوم بريطانيا إلى إزالة بند من اتفاق «بريكست» مع الاتحاد الأوروبي بعدما بات نقطة خلاف دبلوماسي بشأن لقاحات فيروس كورونا المستجد.
فيما طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من بريطانيا توضيح طبيعة العلاقة التي تريدها مع الاتحاد الأوروبي.
واضطرت بروكسل للتراجع عن تهديدات وجهتها الليلة الماضية بتفعيل المادة 16 من البروتوكول الخاص بإيرلندا الشمالية من اتفاق «بريكست»، ووقف العبور الحر للقاحات عبر الحدود الإيرلندية.
وقالت الوزيرة الأولى في حكومة إيرلندا الشمالية أرلين فوستر لإذاعة «بي بي سي»: «البروتوكول لا يمكن العمل به، لنكن واضحين، ويجب أن يتم استبداله لأنه بخلاف ذلك ستكون هناك صعوبات حقيقية هنا في إيرلندا الشمالية».
وكثيراً ما انتقدت زعيمة الحزب الوحدوي الديمقراطي المؤيد لـ«بريكست»، البند الذي يسمح لإيرلندا الشمالية بتطبيق قواعد الجمارك في الاتحاد الأوروبي، وتجنب حدود فعلية على جزيرة إيرلندا.
وأضافت «الأمر مشين... وعلى رئيس الوزراء بوريس جونسون أن يتحرك بسرعة لمعالجة مسألة تدفق التجارة الحقيقي الذي تتم عرقلته بين بريطانيا وإيرلندا الشمالية».
وكاد خلاف حاد حول نقص إمدادات لقاح (كوفيد19) الذي تطوره شركة «أسترازينيكا» البريطانية السويدية، أن يتفاقم أمس بعد أسابيع على توصل لندن وبروكسل إلى اتفاق تجاري حول «بريكست».
لكن الكتلة الأوروبية تراجعت عن تفعيل المادة من أجل مراقبة، وأحياناً منع، صادرات اللقاحات المنتجة في مصانع في الاتحاد الأوروبي.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في بيان إن «المفوضية ستضمن ألا يتأثر بروتوكول إيرلندا/إيرلندا الشمالية».
وقال ميشال بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف «بريكست»، لصحيفة «التايمز» إن على بروكسل أن تنسحب من الخلاف المتصاعد بشأن اللقاحات. وأضاف «نواجه أزمة استثنائية خطيرة تخلق الكثير من المعاناة التي تتسبب في العديد من الوفيات في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وفي كل مكان».
في غضون ذلك، رأى الرئيس الفرنسي أن على المملكة المتحدة توضيح طبيعة العلاقة التي تريدها مع الاتحاد الأوروبي بعد الانفصال، وذلك في تصريحات نقلتها اليوم صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، مشدداً على «المصير المشترك» الذي يجمع لندن بالأوروبيين.
وقال ماكرون أمس في مقابلة مع عشرات مراسلي الصحف الأجنبية، «ما السياسة التي ترغب (بريطانيا) باختيارها؟ لا يمكن لها أن تكون الحليف الأفضل للولايات المتحدة والحليف الأفضل للاتحاد الأوروبي وأن تكون سنغافورة الجديدة عليها إذاً اختيار نموذج».
وأضاف: «إذا ما قررت اتباع سياسة عابرة للأطلسي بشكل كامل، ستكون أمام لحظات توضيحية قوية جداً، لأنها ستتبع قواعد مختلفة.
وبالتالي فإن وصولها إلى الأسواق سيكون مختلفاً. وإذا ما قررت أن تكون سنغافورة الجديدة... لا أعلم، لست أنا من يقرر مصير هذا البلد».
وقال ماكرون «آمل أن تكون لدينا علاقات هادئة وبناءة لأنني أؤمن بعمق بأن لدينا مصيراً مشتركاً، وأن مفكرينا مرتبطون، وأننا نفكر معاً بالعالم رغم اختلافاتنا، ولباحثينا مصير مشترك، وصناعيونا يعملون معاً».
وأوضح ماكرون «أنا أؤمن بالسيادة القارية، أؤمن بالدولة الأمة، لكن لا أؤمن بالقومية الجديدة»، مكرراً موقفه بأن «بريكست» بنظره كان «خطأ» جرى التصويت عليه «على أساس العديد من الأكاذيب».
واعتبر أنه «رغم كل شيء، ستصبح الأمور أصعب في كثير من المواضيع».