مع تحرير القوات المشتركة منطقتي الزور وذنه في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب تكون مخيمات النازحين في هاتين المنطقتين، قد أنهت أسبوعين من الرعب الذي خلّفه هجوم ميليشيا الحوثي عليهم والتنكيل بهم وإجبارهم على الفرار واستخدام بعضهم كدروع بشرية. 

المديرية المترامية الأطراف تحتضن 9 مخيمات هي الزور ولفج الملح والمستشفى والعجمة وذنة الهيال وذنة الصوابين والروضة والمنساخ واراك، ويبلغ عدد الأسر المقيمة فيها 2460 أسرة بإجمالي عدد الأفراد 17220 فرداً، كانوا قد فروا من مناطقهم جراء الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي في مختلف مناطق البلاد، إلا أن التصعيد الأخير من قبل ميليشيا الحوثي والاستهداف المباشر للمخيمات والنازحين شكّل خطراً حقيقياً على حياتهم وأدى إلى تشريدهم وتعرضهم لانتهاكات جسيمة ومهددة للحياة إلى جانب أنه تسبب في انتهاء مخيمات تحوي مئات الأسر بشكل كامل. وفق ما أكدته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.

التقرير الصادر عن الوحدة وحصلت «البيان» على نسخة منه رصد أبرز الانتهاكات التي نفذتها ميليشيا الحوثي بحق النازحين والمخيمات في مديرية صرواح. فقد تعرض مخيم لفج الملح ويقيم فيه 48 أسرة نازحة، فجر الاثنين 8 فبراير إلى القصف بالمدفعية وقذائف الهاون، الأمر الذي دفع جميع النازحين إلى مغادرته باستثناء ثلاث أسر تعيلهن نساء قامت الميليشيا بمحاصرتهم لخمس ساعات ومنعتهم من النزوح حتى استطاعت القوات المشتركة السيطرة على المنطقة وفك الحصار والوصول إلى الأسر وإجلائها إلى أماكن آمنة وبعيدة عن الاشتباكات.

وكذلك مخيم الزور الذي تقيم فيه 570 أسرة نازحة استهدفته ميليشيا الحوثي في 10 فبراير بعيارات 23 مل وبقذائف الهاون، الأمر الذي دفع ببعض النازحين إلى مغادرة المكان باتجاه مدينة مأرب، وشمل القصف خزان المياه الوحيد في المخيم والمستشفى قبل أن تعود الميليشيا في اليوم التالي لاستهدافه بالعيارات الثقيلة والهاون بشكل مباشر وقطعت الطريق الوحيد المؤدي إليه، واستهدفت النازحين بشكل مباشر أثناء خروجهم من المخيم مما أدى إلى نزوح جميع الأسر المتبقية في المخيم، قبل أن تقتحمه يوم 14 فبراير وتحرق بعض المنازل ولغمت البعض الآخر، وزرعت عبوات ناسفة على الطريق وقصفت بالمدفعية مسجد المخيم مما أدى تهدم وتضرر المنازل المحيطة به وعددها 14 منزلاً.

وفي مخيم ذنة الصوابين وذنة الهيال استهدفت ميليشيا الحوثي المخيم بشكل مباشر بالمدفعية الميدانية والهاونات والعيارات الثقيلة مما تسبب في نزوح 450 أسرة إلى مخيم روضة صرواح في حين منعت ميليشيا الحوثي 470 أسرة أخرى من النزوح واستخدمتهم كدروع بشرية وقطعت الطريق الوحيد المؤدية إليه، كما أحرقوا خمساً من الخيام وأصابوا بعض النازحين بعيارات نارية قبل أن تتمكن القوات المشتركة من الوصول إلى الأسر العالقة وإخلائها ونقل معظمها إلى أماكن وملاذات آمنة في أراك والعجمة والمنساح، حيث قامت القوات بشق طريق آخر لتسهيل عملية الإخلاء، وقد ترك النازحون جميع ممتلكاتهم خلفهم لينجوا بأنفسهم وبأطفالهم من الموت المحقق ومازال هناك العديد من الأسر النازحة محاصرة من قبل الحوثيين.

ونددت الوحدة: التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بانتهاك ميليشيا الحوثي للقوانين والأنظمة الدولية التي تجرم استهداف المدنيين والنازحين وطالبتهم بالسماح بفتح ممرات آمنة لهم ولإيصال المساعدات الإنسانية إليهم. وناشدت المنظمات الإنسانية الدولية التحرك لإغاثة النازحين الذين يعيشون في ظروف بالغة القسوة.