دأب الدبلوماسي الأمريكي المخضرم هنري كيسنجر على التحذير من تفجر منافسة تخرج عن السيطرة بين الغرب والصين، وهو يستند في تقييمه إلى تجارب التاريخ. وفي آخر تصريحاته حول هذا الأمر، اعتبر كيسنجر أنه في حال عدم الوصول إلى تفاهم بين الولايات المتحدة والصين حول نظام عالمي جديد، فإن العالم سيواجه فترة خطيرة مثل تلك التي سبقت الحرب العالمية الأولى.

وقال كيسنجر في كلمة عبر زووم خلال فعالية أقامها المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن إن الأمر المهم يتعلق بما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد. وأضاف «إذا لم نصل إلى هذه النقطة وإذا لم نصل إلى تفاهم مع الصين بهذا الشأن فسنكون إذن في الوضع الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا حيث كانت الصراعات المستمرة تحل على أساس فوري لكن أحدها كان يخرج عن السيطرة في مرحلة ما».

لكنه وجه انتقاداً مبطناً إلى الغرب، وقال إن على الغرب أن يرتقي بآدائه وأن يؤمن بنفسه: «إنها مشكلتنا الداخلية وليست مشكلة صينية».

وتتصاعد مظاهر التوتر بين عدد من الدول الغربية والصين على خلفية مسائل خلافية. واستدعت بريطانيا الجمعة القائم بالأعمال الصيني في لندن لإيضاح أن العقوبات التي فرضتها بكين على عدد من البريطانيين «لا مبرر لها وغير مقبولة».

وتأتي العقوبات بعد أيام من فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا بصورة متزامنة عقوبات ضدّ مسؤولين صينيين في شينجيانغ. وردت بكين، التي تصر أنّ الوضع في شينجيانغ «شأن داخلي»، بفرض عقوبات على شخصيات من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.

وعلى الرغم من أن العقوبات فرضت بحق نواب منتقدين وليس وزراء حكوميين، أكد رئيس الوزراء بوريس جونسون إنه «يدعم بحزم» الشخصيات والكيانات المشمولة بالعقوبات الصينية.

ويلقي التوتر بثقله على الجانب الاقتصادي أيضاً، فقد كثفت وسائل الإعلام الصينية من انتقادها للشركات الغربية، ودعت لمقاطعتها.

وبدأت الانتقادات الأربعاء، حيث قالت شبكة سي سي تي في إن المستهلكين «لن يدعموا وسوف يقاطعوا الشركات المزعجة» في إشارة إلى شركة اتش اند ام السويدية للملابس، التي اختفت منتجاتها من المتاجر الإلكترونية، وفي ظل تداول دعوات المقاطعة على شبكة الانترنت. واتهمت صحيفة جلوبال تايمز اليوم شركات أدايدس ونايك ونيوبالانس بالإدلاء«بتعليقات قاسية» بشأن شينجيانج. كما تم انتقاد شركتي بربري وزارا أيضا.