حض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس، روسيا على وقف سلوكها «العدائي» حيال أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو لا تزال تنشر قوات مسلحة بأعداد كبيرة على الحدود بين البلدين رغم الانسحاب الأخير.
وقال بلينكن خلال لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف: «نتطلع نحو روسيا لكي توقف أعمالها المتهورة والعدائية». وأضاف: «نعلم أن روسيا سحبت بعض قواتها من الحدود مع أوكرانيا، لكننا نرى أنه لا يزال هناك عدد كبير من القوات وتجهيزات بكميات كبرى هناك» واعداً بالعمل مع أوكرانيا لكي «تتمكن من الدفاع عن نفسها بوجه أي عدوان».
من جهته، ندد زيلينسكي بالانسحاب الروسي «البطيء جداً»، محذراً بأن «التهديد الروسي لا يزال قائماً». وأكد «تم حتى اليوم سحب قسم ضئيل من القوات» مشيراً إلى أن «3500 عسكري فقط» خرجوا من القرم. وتابع أن «القوات المتمركزة على طول الحدود الأوكرانية يمكن أن تسمح للطرف الروسي بمباشرة عملية عسكرية ضد أوكرانيا في أي وقت».
من جهتها، أعلنت روسيا أن تحركات قواتها «لا تهدد أحداً» وأنها تأتي رداً على عمليات «عدائية» قام بها حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية.
وكثفت واشنطن وبروكسل والحلف الأطلسي تصريحات الدعم لكييف في هذا الإطار، لكنها لم تستجب لطلب كييف تسريع عملية انضمامها إلى الحلف، وهو خط أحمر بالنسبة لموسكو. وحذر الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، بأنه رغم «خفض عديد الجنود الروس إلى حد ما» ما زال «عشرات الآلاف» منتشرين، وهو عدد «أكبر بكثير» مما كان قبل تصاعد التوتر في أبريل.
وزار بلينكن، أول مسؤول أمريكي كبير يزور أوكرانيا منذ تسلم الرئيس جو بايدن مهامه في يناير، نصباً تذكارياً للعسكريين الذين سقطوا في الحرب مع الانفصاليين. وأكد للرئيس الأوكراني «نقف بحزم بجانبكم».
وتعتزم واشنطن تقديم أكثر من 400 مليون دولار من المساعدات الأمنية والعسكرية لكييف هذه السنة، كما أفاد محللون بأن السلطات الأوكرانية تأمل أن تسلّمها واشنطن أسلحة فتاكة.
ودعا زيلينسكي الرئيس الأمريكي للمشاركة في قمة حول القرم تعقد في أغسطس في كييف بمناسبة الذكرى الثلاثين لاستقلال أوكرانيا.
وتأتي زيارة بلينكن فيما كثف بايدن الضغط على روسيا مع فرض عقوبات جديدة وطرد دبلوماسيين، بموازاة طرحه عقد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اعتباراً من يونيو.
وجود أطلسي
كما دعا الرئيس الأوكراني حلف شمال الأطلسي لتعزيز وجوده العسكري في المنطقة، وطلب مساندة الولايات المتحدة خلال قمة الحلف في يونيو في مسعى كييف للانضمام لخطة عمل العضوية بالحلف. وقال زيلينسكي في بيان بعد اجتماعه مع بلينكن: «نطلب مساعدة الولايات المتحدة في بدء هذه العملية».
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بعد اجتماع من بلينكن: إن واشنطن أكدت لأوكرانيا أن مصالحها ستؤخذ بعين الاعتبار في اجتماع بين الرئيسين الأمريكي والروسي. وقال كوليبا لوكالة أنباء إنترفاكس أوكرانيا: «أنا واثق تماماً أن الاجتماع بين (جو) بايدن و(فلاديمير) بوتين، إذا انعقد، سيكون في صالح أوكرانيا». وأضاف: «فضلاً عن ذلك حصلنا بالفعل على تأكيدات من شركائنا الأمريكيين بأنهم لن يقرروا شيئاً فيما يخص أوكرانيا دون أخذ مصالحنا في الاعتبار».