وزعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل النصائح على الألمان والعالم، ولم تنسَ التواضع أمام نساء عظيمات.
ورغم مسيرتها السياسية الحافلة وقيادتها ألمانيا لـ16 عاماً متواصلة، قالت المستشارة الألمانية التي احتفلت بعيد ميلادها الـ67 منذ أيام: «هناك نساء فعلن الكثير من أجل المساواة، أكثر مني».
لكنها استدركت قائلة في آخر مؤتمر صحافي صيفي كمستشارة لألمانيا: «رغم أني أنجزت بعض الأشياء»، مضيفة: «هناك اتجاه بين السياسيات من النساء ليصبحن أكثر كفاءة».
وعن خططها عقب ترك الحكم، قالت ميركل إنها لم يكن لديها الوقت للتفكير فيما قد تفعله بعد ترك منصبها، مضيفة أنه سيكون من المهم لألمانيا أن يكون لها موقف بشأن خطط المناخ في الاتحاد الأوروبي أثناء تشكيل حكومة جديدة.
ثم تحدثت ميركل عن أهم ملف رافق حكمها، وهو الهجرة، خاصة بعد قرارها في 2015 بفتح أبواب أوروبا وألمانيا على وجه التحديد أمام أكثر من مليون لاجئ. ودعت دول الاتحاد الأوروبي إلى وضع سياسة لجوء مشتركة تركز على استقبال الأشخاص الذين يواجهون الاضطهاد في بلدانهم الأصلية، مفضلة أن يكون ذلك بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت في مؤتمر صحافي: «لكن نحن بعيدون عن ذلك»، مضيفة أن سياسة بيلاروسيا للسماح للمهاجرين بدخول ليتوانيا المجاورة، وهي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، «غير مقبولة».
صبر مطلوب
وفي ملف تركيا واليونان، قالت ميركل، إن الخلاف الأخير بين تركيا واليونان بشأن قبرص جعل العلاقة بين البلدين أكثر صعوبة، مضيفة أن الصبر مطلوب لتسوية الخلافات. وقالت للصحافيين عندما سئلت عن المحادثات: «هذه انتكاسة لكن لا ينبغي أن تثبط عزيمتنا»، في إشارة إلى قرار تركيا الأخير فتح مدينة فاروشا في انتهاك جديد للقرارات الدولية والقانون الدولي.
وتابعت: «لا نتوقع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ونرغب في استمرار الاتفاق بشأن اللاجئين معها». وحول الطاقة النووية، قالت المستشارة الألمانية: «إن الوقت فات لتغيير التزام ألمانيا بالتخلص التدريجي من الطاقة النووية»، مضيفة أن الهيدروجين الأخضر هو المستقبل.
وقالت للصحافيين، إنها لا تتوقع أن تتراجع أي حكومة مستقبلية عن قرار الابتعاد عن الطاقة النووية قائلة: «الطاقة النووية ليست مستدامة على المدى الطويل».
وعبّرت ميركل عن أملها في ألا تحتاج ألمانيا إلى فرض عقوبات على روسيا في المستقبل، مضيفة «روسيا قالت إنها لن تستخدم الطاقة كسلاح».
وتستعد ميركل للتقاعد من الحياة السياسية نهائياً، بعد قرارها الطوعي بعدم خوض الانتخابات البرلمانية المقررة 26 سبتمبر المقبل، والاكتفاء بأربع ولايات على رأس حكومة ألمانيا.