فيما حسمت حركة طالبان أمر أفغانستان على نحو عام، رغم حالة الفوضى والجدل بشأن تمديد عمليات الإجلاء لما بعد 31 الجاري، تبقى منطقة وادي بانشير خارجة عن سيطرتها على قمة جبل شديد الانحدار صمد أمام العديد من الغزاة، يفتح مقاتلون مناهضون لـ «طالبان» النار من رشاشات ثقيلة ويتدربون على القتال في المستقبل.
ووفقاً لتقرير أوردته وكالة «فرانس برس»، يستعد أعضاء «جبهة المقاومة الوطنية»، الجماعة المعارضة الرئيسية لـ «طالبان»، للقتال. ويجري رجال ميليشيات وعناصر سابقون في قوات الأمن الأفغانية التحضيرات للمواجهة مع نشر الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون ونقاط مراقبة على طول هذا الوادي.
ويقوم المقاتلون العديد منهم بالزي العسكري، بدوريات في المنطقة بآليات عسكرية أمريكية، هي عربات هامفي مجهزة بأسلحة ثقيلة. يحمل العديد منهم بنادق هجومية وقاذفات صواريخ وأجهزة اتصال لاسلكي. ويظهر البعض وخلفهم القمم المغطاة بالثلوج في هذا الوادي الذي يقع مدخله على بعد 80 كلم شمال شرق كابول.
ووفقاً للمتحدث باسم «طالبان» فيما يتعلق بأزمة وادي بانشير، فإن الحركة تريد أن تدخل هذه المنطقة «بشكل سلمي»، لافتاً إلى اقتراب حل هذا الملف. وحذر أحمد مسعود، أحد قادة «الجبهة الوطنية للمقاومة»، الأسبوع الماضي في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» من أي محاولة لمهاجمة المنطقة. وأحمد مسعود هو نجل القائد المعروف أحمد شاه مسعود، المعروف بمقاومته الشرسة للسوفييت ثم لـ «طالبان».
مواصلة الإجلاء
في الأثناء، قال المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، أمس، فيما يتعلق بأزمة وادي بانشير، إنّ الحركة تريد أن تدخل منطقة بانشير «بشكل سلمي»، لافتاً إلى اقتراب حل هذا الملف. وأوضح أن «طالبان» تطالب واشنطن بالتوقف عن إجلاء «الخبراء الأفغان» من البلاد.
وكثف الأمريكيون أمس، جهودهم لإجلاء آلاف الأفغان والأجانب من كابول في أسرع وقت. ونقلت صحيفة واشنطن بوست، أمس، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز التقى مع أبرز قياديي حركة طالبان الملا عبد الغني برادر في كابول أول من أمس.