أعلن الجيش الأوكراني أمس، انسحابه من وسط سيفيرودونيتسك إثر هجوم روسي جديد على هذه المدينة الاستراتيجية في شرقي أوكرانيا.
وقالت رئاسة الأركان الأوكرانية إن الجيش الروسي «شنّ بدعم مدفعي هجوماً على سيفيرودونيتسك وحقق نجاحاً جزئياً وأخرج وحداتنا من وسط المدينة»، مؤكداً أن المعارك «متواصلة». وأكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي خروج القوات الأوكرانية من وسط المدينة. وأضاف إن القوات الروسية تريد «إغلاق المدينة بالكامل» ومنع أي مرور للرجال والذخيرة، لافتاً إلى أنه يخشى أن يستخدم الجيش الروسي «كل احتياطاته للاستيلاء على المدينة» خلال 48 ساعة.
ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن غايداي، قوله إن مصنع «آزوت» الكيماوي لا يزال تحت السيطرة الأوكرانية، مشيراً إلى أن القتال يدور في ضواحي المدينة وفي الشوارع القريبة مباشرة من المصنع. وأضاف إن القوات الروسية نسفت أيضاً جسراً فوق نهر «سيفيرسكي دونيتس» كان طريق إخلاء محتملاً من سيفيرودونيتسك إلى جارتها، ليسيتشانسك.
وأوضحت «غارديان» أن مدينة سيفيرودونيتسك أصبحت النقطة المحورية لجهود موسكو للتقدم في شرقي أوكرانيا مع تحويل الهجمات الروسية تركيزها إلى الاستيلاء على منطقة دونباس، التي تضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك، مشيرة إلى أن السيطرة على سيفيرودونيتسك وتوأمتها، ليسيتشانسك، تمنح روسيا السيطرة الكاملة على لوغانسك. وفي هذا الصدد، قال غايداي للصحيفة إن «روسيا تستخدم كل قواتها من أجل الاستيلاء على ليسيتشانسك والسيطرة عليها بالكامل».
وصرح ليونيد باشنيك زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية على هامش زيارة للمستشفى العسكري الروسي قيد الإنشاء «لم يتم تحرير سيفيرودونيتسك بنسبة 100 في المئة... حالياً، لم ننجح في السيطرة على المنطقة الصناعية». وأضاف «في أي حال، سنحقق هدفنا ونحرر المنطقة الصناعية، سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك ستكونان لنا».
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المتحدث باسم قوات جمهورية دونيتسك الانفصالية، إدوارد باسورين، قوله إن القوات الأوكرانية فقدت إمكان مغادرة سيفيرودونيتسك وقد تستسلم. وقال باسورين، أمس: «تمت محصارة سيفيرودونيتسك بالفعل، الأحد، تم تفجير آخر جسر متصل بمدينة ليسيتشانسك. تلك الوحدات العسكرية الأوكرانية الموجودة هناك بقيت إلى الأبد. لديهم خياران: إما أن يحذوا حذو زملائهم ويستسلموا، وإما أن يموتوا».
تدمير أسلحة
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان تدمير «مستودع كبير لأنظمة صواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي محمولة وقذائف زودت بها الولايات المتحدة ودول أوروبية كييف» في تشورتكيف بغربي أوكرانيا على مسافة 140 كيلومتراً من الحدود مع رومانيا. وأسفرت الضربة على المدينة التي كانت حتى الآن بمنأى نسبياً عن المعارك عن إصابة 22 شخصاً بجروح، بحسب حاكم المنطقة. وأضافت الوزارة إن صواريخ عالية الدقة تنطلق من الجو سقطت بالقرب من محطة أوداتشنه للسكك الحديدية وأصابت معدات تم تسليمها إلى القوات الأوكرانية.
وفي ميكولاييف في الجنوب، توقف تقدم القوات الروسية عند مشارف المدينة مع تحول المعارك إلى حرب خنادق، بحسب وكالة فرانس برس، مشيرة إلى أن السلطات تعاين الأضرار الناجمة عن القصف الروسي للبنى التحتية.
وبحسب موسكو، أسقط الجيش الروسي ثلاث طائرات مقاتلة من طراز سوخوي سو-25 السبت والأحد، اثنتان منهما في قتال جوي والثالثة بنيران الدفاع الجوي.
ورغم العقوبات المفروضة عليها، حققت روسيا في الأيام المئة الأولى من الحرب عائدات قدرها 93 مليار يورو من صادرات الطاقة الأحفورية ولا سيما إلى الاتحاد الأوروبي، بحسب تقرير أصدره مركز بحوث مستقل أمس، ويشير بصورة خاصة إلى فرنسا.