قالت منظمة الصحة العالمية اليوم إن عدد الوفيات جراء تفشي الكوليرا في هايتي قد يكون «أعلى بكثير» مما أُبلغ عنه وتوقعت ارتفاع حالات الإصابة مع التحذير من أن الأزمات المتعددة في البلد ستعقد جهود الاستجابة. وأعلنت هذه الدولة الغارقة في أزمات الأحد وفاة ما لا يقل عن سبعة أشخاص جراء الكوليرا، ما يجدد المخاوف من انتشار هذا المرض مجدداً بعد قرابة ثلاث سنوات على تسجيل آخر حالة إصابة مؤكدة.

ورصدت حالات عدة مشتبه بها في كارفورفويه على أطراف العاصمة بور أو برنس، وفي حي سيتي سوليه الساحلي. والمنطقتان تسيطر عليهما العصابات والدخول إليهما صعب جداً منذ أواخر يوليو.

وساءت الأوضاع في هايتي في الأسابيع القليلة الماضية وسط قطع طرق ونقص في المحروقات وتظاهرات احتجاج وأعمال نهب وإضرابات عامة. وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير للصحافيين في جنيف: إن «هذا الوضع يعقّد بشدة الاستجابة الإنسانية» مضيفاً: «الوضع يتطور بسرعة، وقد تكون هناك إصابات سابقة لكن لم تُرصد». ورجح أن تكون أرقام الوفيات «أعلى بكثير».

و«مع الوضع الإنساني كما هو، والوضع الصحي والمناطق التي تسيطر عليها العصابات، حيث بالكاد يمكن الوصول للسيطرة أو لإجراء فحوص أو حتى لإحضار مساعدة، يجب أن نتوقع، للأسف، أن تكون حالات الإصابة أعلى وأن ترتفع». وأكد أنه يجري إعداد طلب لتقديمه لمجموعة التنسيق الدولية من أجل شراء لقاحات فموية ضد الكوليرا. لكن توفر اللقاحات على مستوى العالم محدود فيما الطلب يفوق العرض.

زيادة مقلقة 

في فبراير هذا العام احتفلت هايتي بمرور ثلاث سنوات على عدم تسجيل أي حالة إصابة بالكوليرا، وكانت تستعد لتقديم طلب لإعلانها خالية من الكوليرا في نهاية 2022.

وأودت الكوليرا بنحو 10 آلاف شخص في أعقاب الزلزال المدمر في هايتي عام 2010، عندما أدخل عمال إغاثة تابعون للأمم المتحدة الفيروس إلى هذا البلد. وطالت تداعيات المرض 820 ألف شخص على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية. ولم تقر الأمم المتحدة رسمياً بمسؤوليتها في تفشي المرض إلا في أغسطس 2016.

ورصدت أولى الإصابات في محيط نهر ارتيبونيت، الذي ألقى فيه جنود دوليون مواد تحوي برازاً. وقال ليندماير إنه لا توجد معلومات حتى الآن عن مكان ظهور الإصابات الأولى، لكنه أضاف أن قرابة 80 بالمئة من الأشخاص الذين يحملون ضمة الكوليرا يمكن أن يكونوا بدون أعراض، ما يصعّب رصدهم. 

وقالت الأمم المتحدة، إنها مستعدة لنشر فرق استجابة للطوارئ بمجرد ضمان الوصول الآمن والإفراج عن إمدادات الوقود.