وصلت طفلة تونسية تبلغ ثلاث سنوات من دون ذويها إلى السواحل الإيطالية في قارب يضم مهاجرين غير قانونيين، على ما أفادت السلطات التونسية أمس.
وقال الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي في تصريحات صحافية، إن «النيابة العمومية فتحت تحقيقاً وقرّرت الاحتفاظ بالأب والأمّ» بتهمة «تكوين وفاق من أجل عبور الحدود البحرية خلسة».
وكان من المفترض أن تشارك العائلة المؤلفة من الأب والأمّ وابن يبلغ سبع سنوات فضلاً عن الطفلة في عملية الهجرة التي انطلقت من سواحل منطقة «صيّادة» الساحلية (شرق)، لكن «الأب سلّم الطفلة لأحد المهربين على متن القارب وعاد ليساعد زوجته وابنه غير أن القارب انطلق ووصل إلى جزيرة لامبيدوزا»، على ما أكد «المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية»، المنظمة التي تتابع ملف الهجرة في تونس.
بائعان متجولان
ووالدا الطفلة يعملان بائعين متجولين في مناطق الساحل التونسي (شرق) ودفعا مبلغاً يقدر بـ 24 ألف دينار (نحو 7500 يورو) للمهرّب مقابل المشاركة في عملية العبور.
وتظهر إحصاءات المنتدى أنه منذ مطلع العام الجاري وحتى أغسطس الماضي، تمكن 2635 قاصراً من بينهم 1832 من دون مرافقة عائلية من الوصول إلى السواحل الإيطالية. وفي الأيام الأخيرة تم توقيف 1366 مهرّباً من بينهم تونسيون وأجانب، وفقاً لوزارة الداخلية.
وتجد السلطات التونسية صعوبات في عمليات اعتراض المهاجرين أو إنقاذهم بسبب نقص المعدات.
تزايد المحاولات
ومع تحسّن الأحوال الجوية تتزايد وتيرة محاولات الهجرة غير النظامية انطلاقاً من السواحل التونسية والليبية نحو إيطاليا وتنتهي أحياناً بحوادث غرق.
وتكشف أحدث الأرقام الرسمية اعتراض أكثر من 22500 مهاجر قبالة السواحل التونسية منذ بداية العام الجاري، بينهم نحو 11 ألفاً من دول أفريقيا جنوب الصحراء.وقدر المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، الذي يعنى بالهجرة، هجرة حوالي 500 عائلة تونسية إلى السواحل الإيطالية العام الجاري. كما أحصى أكثر من 13 ألفاً و500 مهاجر غير نظامي تونسي غادروا انطلاقا من السواحل التونسية من بينهم قرابة 2600 قاصر و640 امرأة بينما يعد حوالي 600 شخص في عداد المفقودين.
ومطلع الشهر الماضي، لقي 12 تونسياً حتفهم إثر غرق مركبهم قبالة السواحل الشرقية للبلاد.
وتقوم السلطات التونسية يومياً بإنقاذ واعتراض عشرات من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى السواحل الأوروبية في قوارب غالباً ما تكون متهالكة.