قال الجيش الصيني، أمس، إنه أبعد طراداً أمريكياً مسلحاً بصواريخ موجهة دخل بشكل «غير قانوني»، المياه بالقرب من جزر سبراتلي في بحر الصين الجنوبي. وأفاد تيان جونلي المتحدث باسم قيادة المنطقة الجنوبية في جيش التحرير الشعبي الصيني، بأن «تصرفات الجيش الأمريكي انتهكت بشكل خطير سيادة وأمن الصين».
وقال الأسطول السابع الأمريكي، إن بيان الصين بشأن حرية العملية الملاحية لحاملة الطائرات الأمريكية «يو أس أس تشانسلورسفيل» في بحر الصين الجنوبي «مغلوط»، حسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء، وأضاف البيان أن الصين تؤكد «مزاعم بحرية مفرطة وغير مشروعة في بحر الصين الجنوبي، على حساب جيرانها بجنوب شرق أسيا». وقال البيان إن «يو أس أس تشانسلورسفيل» نفذت مهمتها وفقاً للقانون الدولي.
ونقل موقع «سكاي نيوز عربية» عن الخبير الاستراتيجي بمعهد ستيمسون الأمريكي للأبحاث، عامر السبايلة، القول إن بحر الصين الجنوبي هو «نقطة ارتكاز الصراع والمجابهة ما بين الصين والولايات المتحدة، سيما وأنه يعتبر من أكبر البحار بالعالم، حيث يطل على مختلف الدول التي ترغب واشنطن في حشدها لصفها في سياق صراعها المحتد على النفوذ في ذلك البحر».
أولوية
وبات بحر الصين الجنوبي خلال السنوات الماضية يحظى بالأولوية لدى بكين التي تعمل على توسيع نفوذها فيه، وتعتبره بحراً خاصاً بها، ما دفع واشنطن بالمقابل لتنسيق المواقف مع الدول المطلة عليه كالفلبين وسنغافورة وغيرهما، لمواجهة سعي الصين لبسط سلطتها المطلقة على هذا البحر، والتأكيد على حرية الملاحة الدولية فيه.
ويبقى هذا البحر أحد أبرز مقومات القوة في الفكر الاستراتيجي الصيني، عبر تحكمها من خلال هذا البحر بخطوط التجارة الدولية. ويقول الخبير العسكري ورئيس مركز صقر للدراسات مهند العزاوي، لـ «سكاي نيوز عربية»، إن واشنطن استثنت جزر سبراتلي من موقفها المؤيد لمبدأ الصين الواحدة.
استراتيجية
هذه الخطوة تنسجم مع رؤية واشنطن التي تشدد على أن ممرات بحر الصين الجنوبي دولية، وأن من حق السفن والقطع البحرية الأمريكية عبورها. وما يحدث هو ترجمة لاستراتيجية واشنطن وحلف الناتو التي تعتبر الصين المنافس الأول والأخطر وبخاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهذه الاحتكاكات في بحر الصين الجنوبي ترجمة لذلك وعلى شكل رسائل سياسية متبادلة بين الطرفين بأدوات عسكرية، حيث إن هذه المنطقة شريان تجاري عالمي ومنطقة نفوذ استراتيجي حيوي، وواشنطن تحرص لهذا على تعزيز حضورها العسكري والسياسي في هذا الجزء من العالم، كي لا يقع في يد الصين كلية، وبما ينسجم مع استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكي 2022.