تقصّي الحقائق بعد أول مناظرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2024

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخل الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب في سجال الخميس في أول مناظرة بينهما قبل انتخابات نوفمبر.

تحققت فرانس برس ممّا قاله المرشحان بشأن أبرز القضايا.

جرائم الهجرة
أفاد ترامب بأنه في عهد بايدن "لم تعد لدينا حدود"، وهو أمر لا صحة له.

وقال "بسبب هذه السياسات السخيفة والمجنونة والغبية جدا، يدخل ناس ويقتلون مواطنينا بمستوى غير مسبوق. نطلق عليها +جرائم الهجرة+. وأما أنا، فأطلق عليها +جرائم الهجرة التي تسبب بها بايدن".

وبعد الانتقادات التي واجهها على خلفية عمليات العبور القياسية للحدود ومشروع قانون توصل إليه الحزبان بشأن الهجرة الذي فشل في تجاوز أروقة الكونغرس، وقّع بايدن على أمر تنفيذي في وقت سابق هذا الشهر لإغلاق الحدود بشكل مؤقت في وجه طالبي اللجوء بعد بلوغ السقف اليومي للأعداد.

وقالت مديرة "عيادة حقوق المهاجرين" التابعة لكليّة شيكاغو للحقوق إن ذلك يرقى إلى "إنفاذ إضافي (للقانون) عند الحدود".

وأفادت فرانس برس بأنه على الرغم من عدة حوادث بينها مقتل طالبة جامعية في ولاية جورجيا، "لا يوجد دليل" موجة الجرائم المرتبطة بالهجرة التي تحدّث عنها ترامب.

وأضافت "تراجعت الجرائم في أنحاء البلاد، رغم ازدياد الهجرة".

أفادت بيانات لمكتب التحقيقات الفدرالي صدرت عام 2022 بأن العنف والجرائم ضد الممتلكات تقترب من أدنى مستوياتها منذ عقود.

وقال استاذ كلية كولومبيا للحقوق جيفري فاغان إن "الأغلبية الساحقة للجرائم العنيفة تُرتكب من قبل مواطنين".

خلصت دراسة أجريت في يونيو عام 2023 إلى وجود تراجع في معدلات السجن في أوساط المهاجرين من كل المناطق منذ العام 1960.

وتوصّلت أبحاث أخرى إلى أن المهاجرين ارتكبوا جرائم عنيفة أقل من المواطنين الأمريكيين بما في ذلك تقرير لـ"معهد كاتو" نشر هذا الأسبوع وجاء فيه بأن احتمال إدانة مهاجرين بالقتل في ولاية تكساس أقل من احتمال إدانة مواطنين أمريكيين بالجريمة نفسها.

وأشارت مديرة الاتصالات في "معهد سياسة الهجرة" ميشيل ميتلستاد إلى عدم وجود أدلة أيضا تدعم مزاعم ترامب خلال المناظرة بأن سجناء وأشخاصا خرجوا من مصحات نفسية يتدفقون عبر حدود الولايات المتحدة الجنوبية.

تبادل الاتهامات بشأن التضخم
سعى كل من ترامب وبايدن لتبادل الاتهامات بشأن ارتفاع الأسعار عبر انتقاد كل منهما سياسات الآخر الاقتصادية.

وقال ترامب بعدما كرر جملته المفضّلة، وإن لم تكن دقيقة، التي تفيد بأنه حقق للولايات المتحدة أعظم اقتصاد في تاريخها "إنه (بايدن) يتسبب بالتضخم. سلّمته بلدا من دون تضخم".

ردّ بايدن عبر القول إن ترامب "دمّر الاقتصاد" و "لم تكن هناك وظائف" عندما تولى المنصب.

لكن كلا المرشّحين ضللا الناس عبر تجاهل ذكر تأثير كوفيد-19 على الاقتصاد.

عندما غادر ترامب السلطة، كان معدل التضخم يبلغ حوالي 1,4 في المئة فيما واصلت البلاد مواجهة كوفيد.

وأما معدل البطالة فكان حوالي 6,4 في المئة، بحسب "مكتب إحصاءات العمل"، مقارنة مع ذروة بلغت 14,8 في المئة في أبريل 2020 بعد انتشار الفيروس.

بدأ التضخم يزداد في أبريل 2021 مع رفع قيود احتواء كوفيد. وارتفع أكثر في عهد بايدن، ليصل إلى ذروة بلغت حوالي تسعة في المئة في يونيو 2022 قبل التراجع إلى مستواه الحالي البالغ حوالي 3 في المئة.

ساهمت عدة عوامل مرتبطة بالوباء في هذا الاتجاه، بما في ذلك حزم إنفاق طارئة في عهد كل من ترامب وبايدن وأزمة إمدادات وحرب أوكرانيا.

إعادة صياغة لأحداث السادس من يناير
حاول ترامب توجيه اللوم في هجوم السادس من يناير 2021 على الكابيتول والذي تم عزله بسببه، إلى رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.

وقال "عرضّت عليها 10 آلاف جندي أو عنصر من عناصر الحرس الوطني، وهي رفضتهم".

نفى فريق بيلوسي أي علم له بطلب مساعدة من الحرس الوطني إلى أن حاصر أنصار ترامب الكابيتول سعيا لتغيير نتيجة انتخابات 2020.

في الواقع، لم تملك بيلوسي حتى سلطة رفض تدخل الحرس الوطني لو أن ترامب سمح بالأمر.

ويؤكد الموقع الإلكتروني "للحرس الوطني في مقاطعة كولومبيا" بأنه "لا يستجيب إلا للرئيس".

تعود مزاعم ترامب إلى تصريحات صدرت عن وزير الدفاع السابق بالوكالة كريستوفر ميلر الذي أفاد الصحافيين بأنه يتذكّر طرح ترامب فكرة الحاجة إلى 10 آلاف جندي قبل السادس من يناير.

وأفادت لجنة مجلس النواب التي حققت في هجوم السادس من يناير في تقريرها النهائي بأن ترامب "لم يعط أي أمر بنشر الحرس الوطني".

وأصرّ ترامب مجددا على أن "التزوير وكل شيء آخر كان سخيفا" في انتخابات 2020 التي خسر فيها أمام بايدن، وهي مزاعم دحضها مسؤولون من الحزبين.

فشلت عشرات الدعاوى الهادفة لتغيير نتيجة الانتخابات بينما أكدت الحسابات وعمليات إعادة فرز الأصوات في الولايات الحاسمة فوز بايدن.

Email