انتخابات بريطانيا.. توقعات بنتائج تاريخية لحزب العمال

زعيم حزب العمال البريطاني وزوجته يسيران خارج مركز اقتراع خلال الانتخابات العامة في لندن - رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدلى ملايين الناخبين في أنحاء المملكة المتحدة بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي من المنتظر أن تطلق مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، فيما يتوقع فوز كبير لحزب العمال وخروج المحافظين من السلطة بعدما استمروا في الحكم 14 عاماً شهدت اضطرابات سياسية واجتماعية واقتصادية عدّة.

دُعي 46 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لتجديد مقاعد مجلس العموم المؤلف من 650 مقعداً. ويتمّ انتخاب كلّ نائب بالنظام الفردي، ما يعطي الأفضلية للأحزاب الرئيسية.

يتوقع أن يكلف الملك تشارلز الثالث اليوم الجمعة كير ستارمر المحامي السابق في مجال حقوق الإنسان البالغ من العمر 61 عاماً، تشكيل حكومة بعدما أعاد حزبه إلى اليسار الوسط وتعهّد إعادة «الجدية» إلى السلطة.

أظهر حزب العمال، بقيادة كير ستارمر، تقدماً ثابتاً وكبيراً في استطلاعات الرأي لعدة أشهر، لكن زعماء حزب العمال حذروا من اعتبار نتيجة الانتخابات أمراً مسلماً به، خوفاً من بقاء أنصارهم في المنازل. من جانبه، حاول رئيس الوزراء ريشي سوناك حشد أنصاره، قائلاً إنه لا يزال يعتقد أن بمقدور المحافظين الفوز والدفاع عن سجله في الاقتصاد.

وفي استطلاعات الرأي، حصل حزب العمال على متوسط 40 في المئة من نوايا التصويت مقارنة بـ22 في المئة للمحافظين و16 في المئة للإصلاح و10 في المئة للديموقراطيين الليبراليين (وسطيين).

وبحسب آخر توقعات معهد يوغوف، فإنّ من شأن هذه النتيجة أن توفر 431 مقعداً لحزب العمّال مقارنة بـ102 مقعد لحزب المحافظين، وهي غالبية لم تشهدها المملكة المتحدة منذ العام 1832. وسيفوز الديمقراطيون الليبراليون بـ78 مقعداً والإصلاح بثلاثة مقاعد، ما يعني دخول نايجل فاراج البرلمان بعد سبع محاولات فاشلة.

بالنسبة إلى ريشي سوناك خامس رئيس حكومة محافظ خلال 14 عاماً، فإنّ هذه الانتخابات تعني نهاية حملة كانت صعبة للغاية، غير أنّه حاول أخذ زمام المبادرة في نهاية مايو الماضي، من خلال الدعوة إلى انتخابات في يوليو بدل الانتظار إلى الخريف كما كان مقرّراً. غير أنّ الوقت كان كفيلاً لإظهار ضعف حزبه وهشاشة موقفه.

ويعوّل في هذا الإطار على استعادة الاستقرار وتدخّلات من قبل الدولة واستثمارات في البنية التحتية لإنعاش النمو، وهو ما من شأنه تصحيح وضع المرافق العامّة التي تراجع أداؤها منذ إجراءات التقشّف في أوائل العام 2010.

كذلك، يريد ستارمر أن يظهر حازماً في قضايا الهجرة وأن يقترب من الاتحاد الأوروبي، من دون الانضمام إليه. غير أنّه حذّر من أنّه لا يملك «عصا سحرية»، الأمر الذي ظهر أيضاً لدى البريطانيين الذين أظهرت استطلاعات الرأي أن لا أوهام لديهم بشأن آفاق التغيير.

وبعد صحيفة «فايننشل تايمز» ومجلّة «ذي إيكونوميست»، دعت صحيفة «ذي صن»، أول أمس الأربعاء، إلى التصويت للعمّال. وقالت الصحيفة الشعبية التي يملكها رجل الأعمال روبيرت موردوك والذي كان دعمه لحزب العمّال في العام 1997 حاسماً لفوز توني بلير، «حان وقت التغيير».

 

Email