بعد صعود اليسار وغياب الأغلبية

فرنسا أمام خيارات أحلاها مر

ماكرون يدلي بصوته في انتخابات الأحد قبل أن تصدمه نتائجها | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يجد المسرح السياسي الفرنسي نفسه، في ظل نتائج انتخابات بلا كتلة حاسمة، أمام خيارات وسيناريوهات أحلاها مر.

طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، من رئيس الوزراء غابرييل أتال، البقاء في منصبه في الوقت الراهن، قبل مفاوضات ستكون صعبة لتشكيل حكومة جديدة، بعد صعود مفاجئ لليسار في الانتخابات، ما أسفر عن برلمان بلا أغلبية مطلقة.

فقد صعد تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري، ليكون قوة مهيمنة في الجمعية الوطنية (البرلمان)، بعد الانتخابات التي جرت أول من أمس، ما أحبط مساعي مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني لتولي اليمين المتطرف السلطة.

ومع عدم حصول أي من الفصائل السياسية على أغلبية فعالة، تنذر النتيجة بفترة من التقلبات السياسية، قبيل دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وتثير حالة من الضبابية بين المستثمرين، بشأن من سيدير ​​ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

وقالت مارين تونديلييه زعيمة حزب الخضر، لإذاعة فرانس إنتر «لن يكون الأمر بسيطاً، ولن يكون سهلاً، ولن يكون مريحاً... وسيستغرق بعض الوقت».

حكومة أقلية

وتشمل الاحتمالات تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة حكومة أقلية، أو ائتلافاً صعب المراس من الأحزاب التي لا تقف على أرضية مشتركة تقريباً.

وقدم أتال، المنتمي لتيار الوسط، والحليف المقرب للرئيس، استقالته، لكن ماكرون رفضها. وقال مكتب ماكرون، في بيان «طلب الرئيس من غابرييل أتال البقاء في منصب رئيس الوزراء في الوقت الراهن، لضمان استقرار البلاد».

والبرلمان بلا أغلبية مطلقة، سيجعل من الصعب على أي أحد تمرير أي أجندة محلية، ومن المرجح أن يضعف دور فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه.

وشوهد وزير الداخلية جيرالد دارمانان، وهو يدخل قصر الإليزيه الرئاسي، بعد دخول أتال بقليل، ما يشير إلى أن الرئيس يستطلع آراء حلفائه حول ما يجب أن يفعله بعد ذلك.

وقال مصدر في الحزب الشيوعي، أحد الأحزاب الأصغر المكونة لتحالف الجبهة الشعبية الجديدة، إن زعماء أحزاب التحالف يواصلون اجتماعاتهم لبحث من سيحل محل أتال، والاستراتيجية التي يجب أن يتبناها التحالف.

ويبدو أن ماكرون لن يتمكن، على الأرجح، من قيادة السياسة في فرنسا مرة أخرى، رغم أنه نفذ بالفعل الكثير من برنامجه، مثل رفع سن التقاعد ومشروع قانون الهجرة المثير للانقسام.

Email