محاولة اغتيال ترامب.. الديمقراطية الأمريكية تحت تهديد الرصاص

ترامب محاطاً بعملاء الخدمة السرية الأمريكية أثناء مغادرته المسرح عقب محاولة الاغتيال | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى مراقبون أن محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤشر على أن الديمقراطية الأمريكية وصلت إلى حالة صعبة. وتقريباً اتجهت كل وسائل الإعلام والمعلقين الأمريكيين، في تعليقاتهم على محاولة الاغتيال، إلى القول إن ما جرى يشكل تهديداً للديمقراطية الأمريكية. ورغم تأكيد العديد من المسؤولين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري أن العنف لا مكان له في الولايات المتحدة، وأن ما جرى ليس له تأثير على الديمقراطية الأمريكية، إلا أن كثيراً من المحللين الأمريكيين يحذرون من أن السياق والأجواء المتوترة هذه، تضع الديمقراطية تحت السؤال المصيري: «إلى أين؟».

وحض ترامب الأمريكيين أمس، على الوحدة و«عدم السماح للشرّ بأن ينتصر»، بعد نجاته من محاولة اغتيال، خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا، والتي أدانتها معظم عواصم العالم.

ومن شأن هذا الهجوم، الذي أثار صدمة في مختلف أنحاء العالم، أن يضفي اضطراباً على حملة الانتخابات الرئاسية في بلد يشهد استقطاباً شديداً. وقع الحادث، بينما كان الرئيس السابق يلقي خطاباً أمام حشد من مؤيديه في تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، السبت، ما من شأنه أن يزيد حدّة التوتر السياسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. وبعد ساعات من الهجوم، أكّد ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال»، أنّ «الله وحده منع وقوع ما لا يمكن تصوّره».

وقال «في هذه اللحظة، من المهم أكثر من أيّ وقت مضى، أن نقف متحدين، وأن نُظهر طبيعتنا الحقيقية كأمريكيين، ببقائنا أقوياء ومصمّمين وعدم السماح للشر بأن ينتصر»، مؤكداً أنّه سيحضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، الذي يبدأ غداً في ميلووكي في ولاية ويسكونسن.

بايدن مرتاح

وأعرب الرئيس جو بايدن عن شعوره بالارتياح لنجاة المرشّح الجمهوري. وقال «لا مكان لهذا النوع من العنف في أمريكا». وأفاد البيت الأبيض بأنّ بايدن تحدث لاحقاً مع ترامب، في أول اتصال بينهما منذ المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما في 27 يونيو.

وقطع بايدن إجازة عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير، ليعود إلى واشنطن، حيث سيطلعه المسؤولون الأمنيون على المستجدات، وفق البيت الأبيض.

في هذه الأثناء، حدّد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي)، في بيان هوية مطلق النار، على أنه توماس ماثيو كروكس (20 عاماً)، من بيثيل في بنسلفانيا. ولا تزال دوافعه مجهولة. وأكّد المكتب في مؤتمر صحافي سابق، أنّ السلطات تحقق في إطلاق النار، باعتباره محاولة اغتيال.

وقال جهاز الخدمة السرية في بيان: إن المشتبه به أطلق النار مرات عدة باتجاه المنصة من موقع مرتفع خارج التجمّع، قبل أن يقوم عناصر الجهاز بتحييده.

وكانت للهجوم تداعياته السياسية، إذ سارع عدد من الجمهوريين إلى إطلاق الاتهامات، فيما انتشرت نظريات المؤامرة اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي. وألقى السناتور جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب كنائب للرئيس، اللوم على «خطاب» بايدن.

صدمة دولية

وأثارت محاولة الاغتيال صدمة في أنحاء العالم. وعبّر قادة العديد من الدول في العالم والمنطقة عن الغضب والصدمة، فيما دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش «بشكل قاطع، عمل العنف السياسي هذا». وقال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ «أدين الهجوم. العنف السياسي لا مكان له في ديموقراطيّاتنا.

دول الناتو تقف متحدة للدفاع عن حريتنا وقيمنا». وندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بالهجوم. وقال «مرّة جديدة، نشهد أعمال عنف غير مقبولة ضدّ ممثلين سياسيين».

وأكّد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنّ الكرملين «يدين بشدّة أيّ مظهر من مظاهر العنف، كجزء من النضال السياسي». وقال «بعد محاولات عدّة لإقصاء المرشّح ترامب من الساحة السياسية، باستخدام الأدوات القانونية أولاً... والمحاكم والمدّعين العامّين، ومحاولات تشويه السمعة السياسية، كان واضحاً لجميع المراقبين من الخارج، أنّ حياته في خطر». وفي وقت سابق، حثّت روسيا الولايات المتحدة على التصدّي «لسياسات التحريض على الكراهية ضدّ المعارضين السياسيين والدول والشعوب».

Email