تخريب "شبكة القطارات" في فرنسا يفاقم متاعب ماكرون السياسية

كثيرة هي الأزمات التي تلاحق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان يعول كثيراً على أولمبياد باريس 2024، لتعزيز موقفه السياسي في فرنسا، آخرها الهجوم التخريبي المباغت على شبكة القطارات تزامناً مع انطلاق الأولمبياد.

وكانت شركة السكك الحديدية الفرنسية تعرضت ليل الخميس الجمعة، لهجوم ضخم شلّ شبكتها التي تشهد اضطراباً شديداً، قبل ساعات من حفل افتتاح أولمبياد باريس، فيما أجلت ألمانيا رحلات القطارات مع فرنسا بسبب أعمال التخريب، وكذلك بلجيكا، بينما اعتبرت الحكومة الفرنسية الهجوم "عملاً إجرامياً".

قالت الشركة في بيان: "العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة"، أثرت على خطوطنا الأطلسية والشمالية والشرقية، مبينة أن حرائق متعمدة أضرمت بهدف الإضرار بمنشآت الخطوط السريعة.

وتتزامن أعمال التخريب مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية 2024 اليوم الجمعة في العاصمة باريس، والتي تستمر حتى يوم 11 أغسطس المقبل وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تم تطويق أجزاء كبيرة من المدينة، مع حراسة المواقع الأولمبية ومحطات القطارات والمعالم السياحية من قبل ضباط مسلحين، بما في ذلك وحدات مكافحة الإرهاب والجيش.

800 ألف راكب

من جهته، كشف رئيس مجلس إدارة شركة السكك الحديدية الفرنسية جان بيار فاراندو الجمعة خلال مؤتمر صحفي أن الهجوم الضخم على شبكة القطارات السريعة طال 800 ألف راكب.

من جانبه، أدان الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت العمل الإجرامي المشين، محذراً من عواقب بالغة جداً بالنسبة لحركة القطارات.

وأطل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه للأمة عشية العام الميلادي الجديد في ديسمبر 2023، متفائلاً بالألعاب الأولمبية قال فيه: "يحدث هذا الأمر مرة فقط في كل قرن؛ استضافة الألعاب الأولمبية والبارالمبية "2024" سيكون عاماً للحسم والتجديد".

لكن الرياح جرت بما لا يشتهي ماكرون، فبعد سبعة أشهر وأكثر، تبخرت آماله في تجديد تفويضه، وتسببت الأزمة السياسية التي أثارتها الانتخابات المبكرة آنذاك في عزوف عدد كبير من السائحين عن حضور الألعاب الأولمبية، ومن الحكم بمكان أن أضراراً جديدة ستطال ماكرون من هذا الهجوم، خصوصاً أنه كان يعول كثيراً على استثمار الأولمبياد لإظهار تماسك كتلته السياسية ومواصلة إنجازاته.

ووفقاً لـ"رويترز"، خيبت حجوزات الطيران والفنادق إلى باريس خلال الأولمبياد التوقعات، ويعزو خبراء ذلك إلى ارتفاع تكاليف السفر والإقامة، إضافة إلى المخاوف الأمنية والاضطراب السياسية في عاصمة النور.

إلى جانب الأزمة السياسية التي أثارتها الانتخابات الفرنسية المبكرة، أبعدت  التطورات الأخيرة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، بدءاً من محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وصولاً إلى انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق، الأنظار عن الحدث المهم الذي كان ينتظره ماكرون بفارغ الصبر.