أجبرت الحرب في اليمن، النساء على الدخول في مجالات عمل لم يألفنها من قبل لتوفير احتياجات الحياة ومتطلباتها، إذ اقتحمت بعضهن مجال التجارة عبر المشاريع الصغيرة، وحققن فيه نتائج مبهرة. بدأت طليعة سالم العمل في مجال خدمة توصيل الطلبات في تجربة هي الأولى في عدن.
وتشير طليعة وهي أم لطفلتين أنّها فكرت بمشروعها الخاص بتوصيل الطلبات للزبائن من النساء، بعد أن سُدت أمامها كل الأبواب. لم تجد طليعة عملاً بعد تخرجها في قسم الترجمة بجامعة عدن، ولما وجدت عملاً بعد طول عناء كان العائد بسيطاً: وتضيف: «عملت في أكثر من مكان، وكان الراتب لا يكفيني أسبوعاً بسبب الغلاء، وجاءت الحرب لتأخذ كل شيء حتى راتبي الذي لا يكفيني، ولذا فكرت بعمل مشروع يكفيني، ويكفي بيتي».
وبعد طول البحث عن عمل يساعد في توفير احتياجات أسرتها، اختارت طلعية مشروع توصيل الطلبات الخاصة بالنساء، مثل الطلبات الخاصة بالأعراس، وإيصال البضائع التجارية وغيرها، مستندة إلى صعوبة حصول النساء على متطلباتهن بسهولة نتيجة الأوضاع التي أوجدتها الحرب.
تقول طليعة لـ«البيان»: «أنا من عائلة متوسطة الدخل، كان أبي يعمل في شركة الغاز، وكان عصامياً لا يعتمد على أحد، يعمل كل شي بنفسه ولا يحب الاعتماد على الآخرين، وأمي ربة بيت وشخصية عظيمة وقوية أخذت قوتي منها ومن أبي».
وتضيف: «تعلمت إلى أن وصلت الجامعة وتخرجت، أعمل في أكثر من مكان إلّا أنّ الراتب لم يكن يكفي بسبب الغلاء، وأتت الحرب لتأخذ كل شيء حتى راتبي الذي لا يكفيني، لذا فكرت في مشروع يكفيني ويكفي بيتي، كان زوجي الداعم لي، وبدأت بمشروعي لتوصيل الطلبات للبيوت».
وتشير طليعة، إلى أنّ مشروعها لتوصيل الطلبات يخدم فئة كبيرة من ربات البيوت، والعاملات في المجال التجاري واللاتي لا يستطيعن الخروج. وحول الصعوبات التي تواجهها، تقول طليعة، إنّ الحرب ضاعفت من صعوبات الحياة والعمل، مشيرة إلى أنّ أبرز هذه الصعوبات تتمثّل في عدم استقرار العملة ومشتقات البترول، وتوقف الرواتب عن الناس وضعف شبكة الاتصالات.