لورنس كورب لـ«البيان »: العلاقات الأمريكية- الإماراتية ماضية في مسار إيجابي

أكد الدكتور لورنس كورب مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، أن العلاقات الأمريكية مع دولة الإمارات تمضي في مسار إيجابي، معرباً عن توقعه أن تستمر كذلك، مشدداً على أن الاتفاقيات الإبراهيمية أسهمت في تشجيع المزيد من الشركات العالمية الكبرى على تعزيز تعاونها الاقتصادي مع الإمارات، وقال في حواره مع «البيان»:

«ننتظر ونحتاج إلى جيل جديد في الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقبلة» في 2024، مستبعداً أن تكون الصين أزاحت بلاده عن مكانتها الريادية في العالم، لكنه أقر بحالة انقسام كبيرة في المجتمع الأمريكي، وشدد على أن ما قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها بشأن أوكرانيا كان صائباً تماماً، ونوه بأن الأفغان كما في فيتنام لم يريدوا وجود الأمريكيين على أراضيهم. وتالياً نص الحوار:

كيف ترون مستقبل العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة؟

العلاقات الأمريكية مع دولة الإمارات تمضي في مسار إيجابي، وأتوقع أن تستمر وتنمو إلى مستويات أعلى كذلك. ومن المهم أن الاتفاقيات الإبراهيمية أسهمت في تشجيع المزيد من الشركات العالمية الكبرى على تعزيز تعاونها الاقتصادي مع الإمارات، ومعاملتها معاملة منصفة. نحن نشجع على ذلك والاتفاقيات الإبراهيمية تدعم هذا المسار من تطور العلاقات.

الحرب الأوكرانية ألقت بظلالها على العالم كله، كيف ترى الموقف بين بلادكم وروسيا في ما يخص هذه القضية، وكيف يمكن أن تتوقف هذه الحرب؟

دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة حلف الشمال الأطلسي «الناتو» لكييف كان عين الصواب، لأنه إذا ما تم السماح لروسيا بالسيطرة على أوكرانيا، فماذا عن منظومة السياسات الدولية حين تتطور الأمور إلى حرب عالمية جديدة؟ وقد تتجه روسيا للسيطرة على دول أخرى بعد ذلك مثل لاتفيا أو ربما فنلندا.

لقد استدعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 300 ألف جندي من الاحتياط، وقدمنا للجانب الأوكراني المعدات المناسبة، ولكنها ليست بالقدر الكافي، الذي يمكنهم مواجهة روسيا..

مع امتداد أمد الحرب فمن المحتمل أن يكون هناك نحو 80 أو 90 ألف روسي بين قتيل وجريح، ولا يمكن القول، إن بمقدور الروس الفوز في هذه الحرب، فرغم استيلائهم على بعض الأراضي الأوكرانية، إلا أنهم لا يزالون يدفعون الثمن، لأن الأوكرانيين لن يتوقفوا عن القتال، ومن خلال تقديمنا لهذه المعدات.

والتي وصلت قيمتها لأكثر من 13 مليار دولار أمكن للجانب الأوكراني مواصلة القتال لمنع الروس من تحقيق أهدافهم، والمشكلة الآن تكمن في أنه إذا ما أقنعنا بوتين بأنه لن ينتصر في هذه الحرب، فهل سنقنع الأوكرانيين بالتوقف عن القتال، من أجل استعادة أراضيهم منذ أن فقدوا شبه جزيرة القرم على سبيل المثال؟

هل فقدت الولايات المتحدة مكانتها الريادية في العالم مع صعود الصين اقتصادياً وعسكرياً؟

لا أعتقد ذلك، رغم أن الصين قوة صاعدة دون شك، لكن الصينيين بدأوا يواجهون بعض المشكلات مع تطور اقتصادهم، وقد حدث هذا الأمر مع روسيا، حين ظن بوتين في أول عامين من حكمه أن الأمور ستسير على ما يرام، وأنه يمكنه استعادة قوة الاتحاد السوفييتي السابق، لكن المشكلات بدأت تظهر بعد ذلك.

وأرى أن الصين لديها مشكلات جمة ناجمة عن جائحة كورونا، بسبب زيادة الكثافة السكانية الكبيرة هناك، ولا تزال هناك إغلاقات جراء ذلك، بما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، وبذلك، فإن ما نحتاج إليه هو «الصبر الاستراتيجي» معها، «أي الصبر مع الاستعداد»، ولدينا تحالف مع الهند وأستراليا واليابان «تحالف كواد الأمني الرباعي»، وإذا نظرنا إلى الدول الثلاث فإن لديها قوة عسكرية كبيرة، وهناك أيضاً تحالف «أوكوس» بين الولايات المتحدة وبريطانيا، ومعهما أستراليا.

ورغم أن الصين تملك قوة عسكرية كبيرة، لكنها لم تجرب القتال بهذه القوات، ومن ثم فقد تقوم بعملية عسكرية مثلاً ضد تايوان، وهكذا قد يصبح على غرار ما فعلته روسيا مع أوكرانيا، ولن يقبل التايوانيون ذلك.

وقد حصلت تايوان على معدات عسكرية من الولايات المتحدة بنحو 14 مليار دولار حتى الآن، ولدينا دوريات مراقبة في مضيق تايوان، ولكنني لا أعتقد أننا سوف نشهد ما شهدناه مع انهيار الاتحاد السوفييتي العام 1991 .

وكانت فترة غير طبيعية للسيادة الأمريكية من حيث توازن القوى والتعاون مع الحلفاء، وأعتقد أن الصينيين بدأوا يغيرون موقفهم بشأن أوكرانيا، ويحاولون إقناع الروس بالتوقف عن مواصلة الحرب، كما أننا نحتاج لبكين لإقناع بيونغيانغ بالتوقف عن تطوير الأسلحة النووية، وأظن أننا نسير على الطريق الصحيح مع الصين.

وماذا عن رؤيتكم بشأن أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية وسيطرة طالبان بعد 20 عاماً من حرب باهظة التكاليف؟

في تقديري الأفغان لم يقبلوا بوجود الأمريكيين على أراضيهم كما حدث في فيتنام، ولي تجربة شخصية هناك، حيث كان الناس ينظرون إلينا وكأننا مستعمر آخر لبلادهم.

ذهبت إلى أفغانستان حين عملت في ظل إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان لمحاربة الاتحاد السوفييتي، وقمنا بتنصيب طالبان في السلطة في كابول، وحين عدنا إليها بعد هجمات الـ11 من سبتمبر 2001 وجدنا أن طالبان تساعد زعيم تنظيم القاعدة حينها أسامة بن لادن، وبالتالي قمنا بمهاجمة طالبان، وفي نهاية المطاف أصبح الأفغان لا يريدون لأمريكا والغرب أي سيطرة على الأمور هناك.

ما هي توقعاتك بشأن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر المقبل، والرئاسة بعد عامين؟

منذ ستة أشهر كنت أقول: إن الجمهوريين سوف ينالون الأغلبية في كلا المجلسين بالكونغرس، النواب والشيوخ، لأنه عادة في الانتخابات النصفية يجتهد الحزب المعارض ويبلي بلاء حسناً، وخصوصاً مع زيادة أسعار الوقود والسلع الغذائية وارتفاع معدل التضخم، لكن الكثير من المستقلين والنساء ليسوا مع الجمهوريين.

وبالتالي فإنني أتوقع اليوم أن أفضل سيناريو للجمهوريين هو أن تكون لهم أغلبية بهامش محدود في مجلس النواب، لكني لا أظن أن يحققوا أغلبية بمجلس الشيوخ، خصوصاً أن الرئيس السابق دونالد ترامب دفع بمرشحين أكثر راديكالية في نظر الكثير من الناخبين.

وبالنسبة لانتخابات 2024 الرئاسية أعتقد أن الحزبين كليهما سيواجهان جيلاً جديداً من الناخبين، والرئيس جو بايدن سيكون عمره بعد عامين 82 عاماً، وبالتالي قد يحتاج الديمقراطيون إلى جيل جديد من الزعماء، والأمر ذاته بالنسبة للجمهوريين، وإذا ما رشح ترامب نفسه فقد يخوض بايدن الانتخابات وهذا، في رأيي، ليس في مصلحة البلاد.

ما هو شعورك إزاء حالة الانقسام بالمجتمع الأمريكي؟

أشعر بالقلق على الولايات المتحدة، وهي بلدي التي أحبها، وحاربت من أجلها وخدمت بها في مواقع مختلفة، ولذلك يحزنني أن البعض يرى أن بلادهم تقف ضدهم، وهذا يدمر وحدتنا. اعتدت أن أرى منذ صغري تنوعاً في الولايات المتحدة، فنحن دولة مهاجرين، وأنا أسلافي جاؤوا من تشيكوسلوفاكيا طالبين اللجوء.

البعض يستخدم قضية الهجرة والحدود، لإحداث حالة من الانقسام في الداخل، ويطالبون ببناء الجدران الفاصلة على الحدود، وأرى أننا نحتاج للمهاجرين وطالبي اللجوء، ويجب أن نسمح لهم بالدخول لينخرطوا في سوق العمل هنا.

وأعتقد الرئيس الأسبق باراك أوباما كان رئيساً شاباً متميزاً، والبعض يقول إنه لم يولد بالولايات المتحدة، وماذا في ذلك؟ في رأيي أن الرئيس السابق دونالد ترامب زاد من حالة الانقسام في المجتمع الأمريكي، ولننظر إلى ما فعله آل غور في انتخابات العام 2000 حين احترم قرار المحكمة العليا، وأقر بالهزيمة رغم حصوله على إجمالي أصوات أكبر من جورج بوش الابن، بينما رفض ترامب الإقرار بالهزيمة مع خسارته بفارق 700 ألف صوت.

الرئيس الأسبق جون كينيدي قال «لا تبحث عما يمكن أن تفعله بلادك لك، بل ما يمكنك أن تقدمه لبلادك» فأين هذه الروح ولماذا افتقدناها؟

الأكثر مشاركة