ما مستقبل «الناتو» في حال فوز ترامب برئاسة أمريكا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمة شبح يشكل هاجساً لدول حلف الشمال الأطلسي من العودة المحتملة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى سدّة الحكم مع تراجع فرص فوز الرئيس جو بايدن بولاية جدية نتيجة وضعه الصحي.

يعلم قادة «الناتو» ما هو موقف ترامب من الحلف، فقد قال في فبراير الماضي بصوت مرتفع، إن روسيا يمكنها «أن تفعل ما يحلو لها» بأي دولة لم تقم بتسديد ما نسبته 2 في المائة من إجمالي الدخل القومي إلى خزينة التحالف الغربي. كما وصف خلال عهدته السابقة حلف شمال الأطلسي بأنه منظمة «عفا عليها الزمن».

 وحسب عدد من المحللين فإنه في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض في انتخابات نوفمبر. فإن التغيير الأكثر توقعاً والذي يخشى منه على نطاق واسع حلف «الناتو» سيكون تحولاً فجائياً في السياسة الأمريكية تجاه كييف، واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عودة ترامب إلى اليبت الأبيض قد تحمل معها قطع المساعدات العسكرية والمالية عن بلاده، وأن أوكرانيا ليس بمقدورها دون سلاح أن تقاوم الجيش الروسي بإمكانياته الضخمة. علماً أن مظلة الحماية التي يوفرها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يشكل الضمانة الوحيدة لأمنها على المدى الطويل.

ويدرك قادة «الناتو» أن الخطر قادم لذلك فلن يقفون موقف المتفرج، فقد بدأوا بإعداد اجراءات احترازية بالسعي «لاستقلال ذاتي استراتيجي» من الولايات المتحدة. وهو ما ظل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يدعو له منذ فترة طويلة، حيث طالب بتعزيز الدفاعات الأوروبية وتحقيق الاستقلال الاستراتيجي على الساحة العالمية، مؤكداً أن القارة الأوروبية يجب ألا تصبح تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. كما تدرس دول غربية إمكانية نقل مجموعة متعددة الجنسيات بقيادة أمريكية تحت إمرة «الناتو»، من أجل توليها عمليات تنسيق شحن الأسلحة إلى كييف في حال فاز ترامب بالرئاسة ولا شك في أن ترحيب قادة حلف «الناتو» بزيلينسكي في قمتهم في واشنطن هذا الأسبوع رسالة واضحة بمواصلة الدعم والحديث مجددًا أن كييف ستصبح ذات يوم عضوًا، لا سيما أنه لن يتم تنسيق عمليات تسليم الأسلحة، في المستقبل، إلى أوكرانيا من قبل جنود أمريكيين، بل من خلال المقر الجديد لحلف شمال الأطلسي في فيسبادن بألمانيا.

 في المقابل يشير طرح آخر إلى أن ترامب إذا فاز فسيضغط على دول «الناتو» وقد يتخلى عن فكرة توسع الحلف شرقاً ويسحب الضمانات الأمنية لدول الحلف لا سيما أنه ليس لديه اعتبار للأمن المشترك، وقد تضطر أوروبا في نهاية المطاف إلى أن تحذو حذو أمريكا، مما يترك أوكرانيا بلا قدرة تذكر على مواصلة الحرب، مما يضطرها إلى قبول وقف إطلاق النار، وكان الزعيم المجري فيكتور أوربان، قد صرح بأن مرشح الجمهوريين في حال فوزه سيعمل على إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال عدم منح كييف أي قرش.

Email