عقدت اللجنة الوطنية العليا لعام الخير مؤتمراً صحافياً أطلقت فيه مبادرات الإمارات السبع، حيث تم تكريسها بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لشهداء الإمارات.

3

وتأتي هذه المبادرات والبرامج المحلية ترجمة لأهداف ورسالة عام الخير بناء على إعلان صاحب السمو رئيس الدولة العام 2017 عاماً للخير ضمن محاور 3 أساسية هي المسؤولية الاجتماعية والتطوع وخدمة الوطن، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بوضع إطار تنظيمي مستدام للعمل الإنساني والخيري بكل مستوياته وأشكاله على مستوى الدولة.

تكامل

وتندرج هذه المبادرات تحت مظلة «الاستراتيجية الوطنية لعام الخير»، حيث تشكل في مجموعها حزمة متكاملة من البرامج والمشاريع والحملات التي تهدف إلى الارتقاء بمختلف جوانب العمل الإنساني والخيري في كل إمارة.

حضر المؤتمر معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس اللجنة الوطنية لعام الخير، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، والدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعبدالله عبدالرحمن الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومحمد هلال نائب رئيس لجنة عام الخير لإمارة الشارقة، وسعيد سيف المطروشي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة عجمان، والدكتور محمد عبد اللطيف خليفة الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة رأس الخيمة، وحميد راشد الشامسي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أم القيوين، ومحمد سعيد الضنحاني مدير الديوان الأميري لإمارة الفجيرة.

وشهد المؤتمر التأكيد على إعلان صاحب السمو رئيس الدولة تكريس كافة مبادرات عام الخير ومشاريعه وبرامجه لشهداء الإمارات الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، مسطرين بذلك أروع مثال للتضحية وأسمى تعبير عن العطاء، في سبيل إعلاء راية الإمارات.

خطط استراتيجية

وفي هذا الخصوص، قال معالي محمد عبدالله القرقاوي، رئيس اللجنة الوطنية العليا لعام الخير إن المبادرات والبرامج المحلية تُضاف إلى المبادرات الاتحادية لتشكل منظومة خير متكاملة تُكرَّس لشهداء الإمارات، وأوضح معاليه بالقول: «إن المبادرات والبرامج والمشاريع المحلية للإمارات الـ 7 تتوافق مع مبادرات الاستراتيجية الوطنية لعام الخير في سياق مكمِّل ومعزِز، وذلك بما يتّسق ومحاور ومبادئ وأهداف «عام الخير»، وبما يترجم رسالة عام الخير ككل ويجسِّد رؤيتها».

وتهدف المبادرات، التي تمس مختلف قطاعات المجتمع وفئاته، إلى ترسيخ العطاء، مفهوماً وثقافةً وعملاً، وتعزيز قيم المنح والبذل والعطاء، فردياً ومجتمعياً، وإرساء منظومة الخير على صعيد القطاعين العام والخاص وتمكينها ووضعها في صيغة مؤسسية عامة وشاملة.

منعطف تاريخي

ومن جانبه، صرح الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، مدير مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي قائلاً: «إطلاق البرامج والمبادرات الخاصة بعام الخير من الحكومات المحلية في الإمارات السبع يشكل منعطفاً تاريخياً في مسيرة الإمارات الإنسانية لأنه يترجم صدق التلاحم بين فئات المجتمع بعضها ببعض وبين المجتمع والقيادة، كما يعطي هذا الحدث بعداً جديداً لالتزام القيادة الإماراتية بتخليد الشهداء وتكريم عطاءاتهم وتضحياتهم، عبر الارتقاء بمفهوم تكريم الشهداء إلى مصاف العطاء المستدام».

وأضاف: «مع تكريس عام الخير بكافة مبادراته ومشاريعه وبرامجه لشهدائنا الأبرار، تخليداً لذكراهم، وتقديراً لتضحياتهم، تتلاقى الهمم في الإمارات الـ 7 للتعبير عن إيمانها بقوة الخير الذي يكشف عن خصال كثيرة في الشخصية الإماراتية وأهمها النخوة والمحبة والتضحية في سبيل رفعة الوطن».

واستعرض أمناء وممثلو المجالس التنفيذية في إمارات الدولة الـ 7 المبادرات والبرامج المحلية الخاصة بكل إمارة، ضمن جدول زمني محدد، مع تحديد الأهداف والنتائج المتوقعة وفق الخطة المعدة في هذا الخصوص.

247

وكشفت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي عن خطة استراتيجية متكاملة لعام الخير 2017 أعدتها حكومة أبوظبي تضم 247 مبادرة وبرنامجاً وفعالية، تندرج تحت 6 محاور رئيسية متوائمة مع أهداف ومسارات الاستراتيجية الوطنية لعام الخير، تغطي كافة جوانب العمل الإنساني والخيري وتمس مختلف قطاعات المجتمع المحلي، حيث تدعم مبادرات ومشاريع إمارة أبوظبي لعام الخير تحقيق 6 أهداف استراتيجية في مجالات العمل الخيري والتطوعي، وتعزيز مفاهيم التطوع والمسؤولية المجتمعية لدى أفراد المجتمع، وستساهم في تنفيذها المؤسسات الحكومية وجهات القطاع الخاص بالإمارة.

مساهمة فاعلة

وفي هذا الخصوص، صرح الدكتور أحمد مبارك المزروعي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي بالقول: «تحرص حكومة أبوظبي على المساهمة الفاعلة في عام الخير عبر مبادرات تؤكد النهج الراسخ والمتأصل لأبناء الإمارات، وبما يعكس سمو وإنسانية هذه الرسالة من قيادة وشعب الإمارات لأمم العالم أجمع».

شمولية

وأضاف: «يأتي إطلاق المبادرات اليوم استجابة لإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2017 عاماً للخير ودعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لوضع إطار عمل شامل لتفعيله وتحديد مستهدفاته، وصياغة المبادرات والبرامج ورسم الاستراتيجيات التي تهدف إلى رسم منهجية للعطاء والعمل الخيري والإنساني في الدولة، وبالتوافق مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وتأكيد سموه بأن عام الخير تجسيد رفيع لإرث دولة الإمارات الإنساني النابض بالعطاء».

وأكد المزروعي أن مبادرات عام الخير نابعة من الإيمان العميق بالدور الإنساني الكبير لدولة الإمارات الذي اضطلعت به منذ قيامها بتأسيس منظومة للعمل الخيري والتطوعي وتفعيل المسؤولية المجتمعية وتعزيز هذه القيمة الأخلاقية في مختلف الصعد ومجالات هذا النهج الإنساني السامي والذي امتد خارج حدود دولة الإمارات لتمد يد العون للمحتاجين حول العالم دون تفريق بين لون وعرق أو جنسية.

أولوية

ونوه بأن مبادرات حكومة أبوظبي في عام الخير تؤكد التزامها بقيم الخير والعطاء في منظومة عملها، وهي أولوية متجذرة في العمل الحكومي بالإمارة منذ تأسيسها قبل 50 عاماً، لافتاً إلى أن توجيهات القيادة الرشيدة دائماً ما تضع في الاعتبار الجوانب الإنسانية في المقدمة عند الإعداد للاستراتيجيات والخطط والبرامج الحكومية.

قيم

وتشمل أهداف استراتيجية حكومة أبوظبي لعام الخير تفعيل العمل التطوعي، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة في خدمة الوطن، وترسيخ وتفعيل ممارسات المسؤولية المجتمعية لدى القطاعين العام والخاص، وتطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية والخيرية، وتقديم الدعم والمساندة الإعلامية لمبادرات عام الخير، وتطوير المنظومة التشريعية والسياسات الحكومية ذات الصلة بأهداف عام الخير.

تنمية

ومن المبادرات الرئيسية لاستراتيجية حكومة أبوظبي: «الحملة التوعوية الموسعة لنشر ثقافة التطوع في إمارة أبوظبي»، حيث تتمثل في تبنى حملات تثقيفية توعوية، تهدف إلى تنمية ثقافة العمل التطوعي في المجتمع كركيزة أساسية في التنمية المجتمعية الشاملة والحفاظ على التماسك الاجتماعي بين المواطنين، ومبادرة «الخير فيكم» لدعم الفئات التي تحتاج إلى المساندة والرعاية الاجتماعية، وتتمثل في مشاركة كافة المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة من خلال موظفيهم كمتطوعين في تنظيم فعاليات تثقيفية واجتماعية، أو توفير خدمات دعم استثنائية لفئات المجتمع التي تحتاج إلى الرعاية، حيث تستهدف هذه المبادرة ذوي الإعاقة والأيتام وكبار السن والمرضى من ذوي الحالات المستعصية.

تطوع

وهناك أيضاً مبادرة «الخير فيكم لدعم الأسر والأفراد المتعففين»، وتتمثل في مدّ يد العون للمحتاجين من الأسر المتعففة من ذوي الدخل المتدني والعمال والطلبة المعوزين وغيرهم من الفئات الاجتماعية، وذلك من خلال التطوع في تقديم الخدمات من قبل موظفي المؤسسات في أبوظبي بالإضافة إلى تقديم المساعدات العينية أو المادية.

الخير في عيالنا

ومن المبادرات الأخرى مبادرة «الخير في عيالنا» التي تهدف إلى تعزيز ممارسة المواطنة الصالحة لدى الأطفال والشباب وتنمية الحس بالانتماء والحرص على استقرار المجتمع وازدهاره، ومبادرة «الكل مسؤول» التي تركز على تفعيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية من خلال نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية في القطاعين العام والخاص، والعمل على توفير إطار شراكة مؤسسية بين هذين القطاعين على نحو يضمن تحقيق أثر ملموس لمبادرات المسؤولية المجتمعية في تلبية احتياجات الفئات المستهدفة من المجتمع، ومبادرة «أيادي الخير الممتدة» التي تركز على المساهمة الفاعلة لمؤسسات إمارة أبوظبي في تطوير الدور التنموي للمؤسسات الإنسانية من خلال تحديد الاحتياجات الفعلية للفئات التي تستهدفها المؤسسات في أبوظبي من الدعم التنموي الذي تقدمه المؤسسات الإنسانية والخيرية وتزويدها بها ليتم تضمينها في أولويات الإنفاق وبما يضمن تلبية الحد الأقصى من احتياجات الفئات المستهدفة للإمارة، ومبادرة «الحملة الإعلامية لتغطية مبادرات عام الخير في إمارة أبوظبي»، حيث تتمحور حول تعزيز دور الإعلام في التوعية بنشر ثقافة التطوع والمسؤولية الاجتماعية وخدمة الوطن ومبادئها الصحيحة التي تعود بالنفع على المجتمع وأبناء الوطن ومؤسساته.

375

وشهد المؤتمر الصحافي الخاص بإطلاق المبادرات والبرامج المحلية لعام الخير في الإمارات الـ 7 تسليط الضوء على جانب من الحزمة المتكاملة من المبادرات والمشاريع والفعاليات التي أعدها المجلس التنفيذي لإمارة دبي، على نحو يتوافق ومعطيات الاستراتيجية الوطنية لعام الخير ويعززها. ويبلغ عدد هذه المبادرات والبرامج والمشاريع والفعاليات 375 تقوم بها جهات عدة في الإمارة، في القطاعين الحكومي والخاص، ضمن آليات تنسيق وتعاون تكفل تحقيق المستهدفات المرجوة.

وفي هذا السياق، أكد عبدالله الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، قائلاً: «فور إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2017 عاماً للخير، تسابقت العديد من الجهات في إمارة دبي لتقديم برامج ومبادرات وأنشطة تصب في تعزيز العمل الإنساني والخيري مستهدفة كافة شرائح المجتمع، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تطوير آليات العمل المُتبعة حالياً وتسليط الضوء بشكل أكبر على التحديات الراهنة في هذا القطاع»، وأضاف: «العمل الخيري في مجتمعنا قائم منذ القِدم، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيتم في هذا العام تعزيز الحوكمة الحالية للعمل الخيري الإنساني وإشراك مختلف فئات المجتمع فيه، حيث كان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، قد وجه بتشكيل فريق المسؤولية المجتمعية تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية بالمجلس التنفيذي، ليتولى الفريق تنسيق ودفع عجلة تطوير العمل المجتمعي في الإمارة بكل أنواعه، ولضمان ديمومته واستدامته».

49

ومن مبادرات عام الخير الخاصة بإمارة دبي التي استعرضها الشيباني «برنامج المساعدات الدوائي»، وهو خاص بمساعدة المرضى المعسرين لدى هيئة الصحة بدبي، حيث يتضمن 49 برنامجاً دوائياً بالتعاون مع شركات القطاع الخاص والجمعيات الخيرية والمتبرعين من رجال الأعمال. ويُعنى البرنامج بتقديم الخدمة لكل مراجعي هيئة الصحة، ممن يستحقون المساعدة، أياً كانت جنسياتهم، حيث يستهدف البرنامج تغطية تكاليف 3000 حالة مرضية خلال العام الجاري، من بينها أمراض مزمنة، وذلك بتكلفة إجمالية تصل إلى 265 مليون درهم.

وتشمل حزمة المبادرات كذلك «الصلح خير»، من خلال إطلاق النيابة العامة «غرفة الصلح» عبر تهيئة أجواء منزلية لمناقشة القضايا والخلافات الأسرية والسعي للتوفيق بين أفراد الأسرة، وإطلاق «غرفة الطفل» لاستقبال الأطفال «الأحداث» وتصميمها كي تكون بيئة مريحة بإشراف فريق مختص للتحاور معهم، حرصاً على سلامة الأطفال وتجنيبهم متابعة المحاكمات التي لا تناسب أعمارهم أو قد تلحق ضرراً بحالتهم النفسية.

خير المشاركة

ومن المبادرات التي تعكس روح عام الخير «خير المشاركة»، مؤشر المسؤولية الاجتماعية لإمارة دبي، وهو مؤشر تعمل هيئة تنمية المجتمع على تطويره، ويُعنى بقياس مدى مساهمة الشركات الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية في الإمارة بالمواءمة مع المؤشر الاتحادي، وذلك من خلال تحديد التصنيفات وقياس عدد المشاركين، والقيمة المالية للمشاركة، حيث يستهدف المؤشر تغطية 30% في العام 2017، والباقي في العام 2018.

وهناك مبادرة «خير العطاء» وهي عبارة عن حزم مجتمعية ضمن برنامج متكامل يُعنى بدفع القطاع الخاص لدعم المشاريع المجتمعية المقدَّمة من هيئة تنمية المجتمع إلى مختلف الفئات المستهدفة، من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركات. ويتضمن البرنامج دعماً لعدة فئات خدمية رئيسية تقدمها الهيئة، كالخدمات التي تقدمها حالياً وتستهدف ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال، وخدمات الهيئة الخاصة ببرامج تعليم النطق واللغة والعيادات ومراكز الاستشارات بالتعاون مع 280 مركز خدمات في الإمارة، حيث سيتم تغطية النفقات من خلال تحصيل مبالغ المسؤولية المجتمعية من شركات القطاع الخاص. ويشمل البرنامج حزمة ثالثة ومستحدثة ضمن برامج الهيئة تتمثل في تسهيل عملية تأسيس جمعيات أهلية ذات نفع عام من قبل رجال الأعمال الراغبين بذلك للحثّ على دعم الخدمات المجتمعية واستمراريتها.

خير التطوع

وتضم مبادرات إمارة دبي «خير التطوع» التي تهدف إلى تعزيز برنامج دبي للتطوع من خلال تطوير قاعدة البيانات الحالية لتضم كافة المتطوعين المسجلين لدى الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام، إضافة إلى إتاحة التطوع التخصصي بالتنسيق مع الجهات الخدمية في الإمارة واحتساب القيمة المالية للتطوع.

ومن المبادرات المميزة كذلك برنامج «شور»، وهو برنامج مشترك مصمم بالتعاون بين محاكم دبي ومكاتب المحاماة في الإمارة بهدف تعزيز ثقة المجتمع بالنظام القضائي من خلال تقديم استشارات قانونية حول قضايا بعينها للأشخاص من ذوي الدخل المحدود، بمشاركة محامين متخصصين يتطوعون لهذه الغاية. ويستهدف البرنامج في عام الخير تقديم الخدمة المجانية لـ 1000 متعامل، بكلفة تقدر بنحو ثلاثة ملايين درهم، من خلال 81 مكتب محاماة معتمداً في دبي.

درهم خير

وتوقف الشيباني أيضاً مع «درهم خير»، وهي مبادرة لفتح قناة تبرع اختيارية لجميع عملاء هيئة الطرق والمواصلات من مستخدمي المركبات وبطاقة نول وبطاقة سالك من خلال إمكانية التبرع بدرهم واحد فقط عند إنجاز أي معاملة في الهيئة في هذا الخصوص، بحيث يذهب ريع هذه التبرعات لصالح مشاريع تنموية في مجالات المواصلات وتطوير البنية التحتية للدول المحتاجة.

56

وفي إطار الخطة الاستراتيجية المحلية لعام الخير، شهد المؤتمر إعلان إمارة الشارقة عن 56 مبادرة وفعالية متنوعة تسعى إلى ترسيخ مفهوم «عام الخير» بمختلف محاوره وأهدافه ومساراته، بحيث يصبح العطاء نهجاً مستداماً، عبر إشراك كافة المؤسسات والقطاعات المجتمعية المعنية في الإمارة في ترجمة هذا المفهوم. واستعرض محمد هلال، نائب رئيس لجنة عام الخير لإمارة الشارقة، بعض المبادرات ضمن خطة الإمارة، كما شارك الحضور كلمة للمستشار سلطان علي بن بطي المهيري الأمين العام للمجلس التنفيذي، الذي قال فيها إن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2017 عاماً للخير يجسد رسالة دولة الإمارات التي تتبنى قيم الخير، وأن حب الخير يعتبر ملمحاً رئيسياً من ملامح الشخصية الإماراتية وخصال أهلها، مشيراً إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بضرورة وضع إطار عمل شامل لتفعيل «عام الخير».

رجل الخير

وأكد المهيري بقوله: «بلا شك، نحن في إمارة الشارقة وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رجل الخير والبرّ، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، استبشرنا كل الخير من إعلان عام الخير، ونقول: إن إمارة الشارقة كانت ولا تزال سبّاقة على الخير وفعله والحثُّ عليه، وهو ديدن رئيس لعطاء أهل الإمارة في مختلف المجالات والأماكن».

وأضاف: «في عام الخير ستزداد فيه الأنشطة الخيّرية وتتجدد، بإذن الله، وستنشط الدعوات الدالة على الخير بصورة متنوعة، لإيصال رسالة من الإمارة الباسمة تؤكد أن الخير والتسامح والسعي هي من أغلى الصفات الإنسانية وأن عام الخير فرصة لانضمام المزيد من أهل المجتمع إلى ذلك».

تطوع

ومن أبرز المبادرات والفعاليات المحلية لإمارة الشارقة في عام الخير: «نصلك لصيانة منزلك»، وهو برنامج تطوعي لصيانة بعض المساكن القديمة يشارك فيه موظفو الجهات الحكومية، ويمكن أن تشارك فيه أيضاً مؤسسات القطاع الخاص، بغية مساعدة الأسر المتعففة، وكذلك «وقف الوقت»، وهي مبادرة يتم فيها العمل على تعديل التشريعات المحلية بتضمينها ما ينص على تقييم الموظف بوقف الوقت، على أن يتم اعتبار ذلك جزءاً من تقييم الموظف السنوي. وهناك أيضاً «ملتقى روّاد الخير والتطوع» الذي يستقطب أبرز الشخصيات في العمل التطوعي والخيري على المستوى المحلي والعربي لنقل تجربتهم وخبراتهم في هذا المجال، كما تشمل رزمة المبادرات والفعاليات «من خير مصانعنا وأطايب عام الخير»، وهو معرض خاص تباع فيه منتجات وسلع مقدمة من المنشآت الصناعية والأسر المنتجة، بحيث يُخصص ريعه للأعمال الخيرية.

محمد القرقاوي: منظومة تشريعية لجعل الإمارات عاصمة العطاء

قال معالي محمد القرقاوي إن هناك مع نهاية عام الخير منظومة تشريعية وخطط استراتيجية ومبادرات إنسانية لتكون الإمارات عاصمة العطاء عالمياً، وذلك من خلال مأسسة العمل الإنساني والخيري لجعل الخير أكثر من مجرد قيمة معنوية بحيث يكون ملموساً وقابلاً للقياس والتقييم، ذا مؤشرات ومستهدفات واضحة.

وأضاف معاليه: «تلبّي المبادرات المحلية متطلّبات كل إمارة من جهة، وفي الوقت نفسه تكمل بعضها البعض من خلال مشاريع ذات أهداف مشتركة تحت الإطار العام والشامل لعالم الخير، فخصوصية برامج ومشاريع وحملات وفعاليات كل إمارة كفيلة بإغناء المحصلة القيمية لعام الخير، على نحو يضمن شمولية أكبر ونطاق استفادة أوسع، بما يحقق بناء علاقة تبادلية مثمرة ومنتجة بين مختلف القطاعات، على نحو يسهم في وضع أسس منظومة عطاء متكاملة تأخذ في الاعتبار احتياجات الطيف المجتمعي العريض في مختلف إمارات الدولة».

اعتزاز

وحول دلالات تكريس مبادرات عام الخير لشهداء الإمارات، أشار معاليه إلى أن قيادتنا الرشيدة وأبناء الإمارات يعتزون بتضحيات شهداء الوطن، فهؤلاء الشهداء الأبرار يشكلون أرقى وأنبل نموذج لخدمة الوطن، باذلين أرواحهم الغالية كي تظل هامة الوطن مرفوعة بشموخ.