حسب خطة 2021، فإن محاولة دؤوبة تبذل من قبل الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي من أجل نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهداف هذه الخطة، التي تحاول نشر ثقافة مجتمعية متوازنة وواعية بين أفراد المجتمع بخصوص العديد من الظواهر والسلوكيات السلبية منها أو التي يراد تعزيزها ونشرها بشكل واسع، كثقافة الاستهلاك غير الواعي أو غير المنضبط الذي يمارسه الكثير من الناس تحت مظلة الوفرة المادية وربما الدخول العالية التي يحظون بها، ويجدون أنفسهم مجبرين على الظهور بمظهر يتناسب معها.

مع ذلك فإن تنامي أنماط الاستهلاك المادية لا يقوم دائماً على ما لدى الفرد من مداخيل عالية كما قد نظن، فكثير من المصابين بنهم الاستهلاك يلجؤون للبنوك، الأمر الذي يفسر ارتفاع المديونيات والقروض وتفشيها، وهو الأمر الذي كشفته إحصاءات المصرف المركزي وقاد إلى المطالبة بقوانين صارمة للحد من سقف الاقتراض، كما أدى لبرامج ومبادرات حكومية لعلاج معضلة ديون المواطنين والتخفيف عنهم!

وحسب آخر الإحصاءات فإن الأرقام تكشف ما يلي:67% من القروض تذهب لشراء السيارات، 49.3% للمسكن، 19.3% لتكاليف المعيشة، 13% لتكاليف الزواج، 11.8% لتغطية الشراء ببطاقات الائتمان، 8.7%، للوازم المنزلية كالأثاث وغيره، بينما تأتي قروض السفر في ذيل القائمة بنسبة 1.5%. هذه تحديداً المجالات التي يقترض الناس لأجلها ويراكمون على أنفسهم مبالغ لا يتمكنون في معظم الأحوال من تسديدها أو الخلاص منها، فيضطرون لطلب النجدة من هنا وهناك!

بلا شك فإن تدني رواتب البعض أو تفاوت الأجور بين شرائح المجتمع، وارتفاع الأسعار بشكل متنامٍ وغير منضبط وتحت حجج غير منطقية من قبل التجار وعارضي الخدمات، إضافة لظهور أنماط استهلاكية طارئة على المجتمع، تعتبر مسببات رئيسة لتفشي ظاهرة الديون، وهذا ما يستلزم العمل على نشر ثقافة موازية بالمقابل هي ثقافة الاستهلاك الواعي والملتزم والمتناسب مع الحاجة والدخل!

إن تلبية متطلبات الظهور الاجتماعي أحد دوافع هذه الديون التي تحتاج للكثير من التوعية التعليمية والتربوية والإعلامية، حيث يعاني إنسان اليوم بشكل عام من أزمة القبول الاجتماعي، فإذا تم قبوله فهو يحاول ترميم مظهره الخارجي بأكبر قدر ممكن من المكملات التي توافق المجتمع على اعتبارها معايير الشكل أو الإنسان المقبول، كالسيارة الفخمة وديكورات المنزل الحديثة والماركات العالمية من الملابس والعبايات والساعات والحقائب والأحذية وهدايا الأصدقاء، إضافة لتكاليف التردد على أغلى المطاعم والمقاهي. القروض هي الطريق الأسهل (ظاهرياً) لتوفير كل ذلك!