كثيرون تحدثوا عن الإيجابية، كثيرون نظروا وألّفوا كتباً وقدموا محاضرات عن التفكير الإيجابي، وأصبحوا متخصصين في هذا المجال الفكري السلوكي المهم جداً، كل ذلك لأن الحديث عن الإيجابية والإيمان بنهج التفاؤل والبناء والسعادة أصبح من الضرورات الحيوية بالنسبة إلى الإنسان المعاصر.

وأن يتحدث إنسان ما، أستاذ متخصص أو شخص مهتم بمجالات الإيجابية والطاقة البنّاءة والسعادة، شيء، بينما أن تستمع أو تقرأ ذلك من معلم الإيجابية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمر مختلف تماماً، والسبب أولاً وببساطة واختصار أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد رجل لا يحب الكلام النظري، وسياسي واقعي جداً، يؤمن بفاعلية الاقتصاد والعمل والتحرك دائماً إلى الأمام أياً كانت المصاعب، إنه يسأل: «إذا صادفتنا مشكلات هل نستسلم لها ونتوقف؟»، هكذا يسأل، وهكذا يجيب دائماً: «لا، ولكن علينا أن نمضي وسنصل إلى أهدافنا، لأن من يريد الوصول سيصل، أما من يتوقف فسيسبقه الآخرون، ويصير في آخر القائمة».

أما ثانياً فلأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الذي شرح فلسفته في الحياة والحكم والإدارة في كتاب «رؤيتي» يمتلك مشروعاً كبيراً وناجحاً جداً، يتجلى يومياً أمام أنظارنا وأنظار العالم، مشروع دبي التي وصفتها الإيكونوميست البريطانية بأنها المدينة التي تسبق العالم بأكثر من خمس سنوات في العديد من مجالات البنى التحتية ومشاريع استخدام التقنية وغيرها، المدينة التي صدّرت نموذج تنميتها البشرية وتفوقها العمراني والاقتصادي لكل العالم .

إن هذه الروح الإيجابية التي بنت دبي، وهذه السعادة وقيم الحياة الإنسانية البعيدة عن الحروب المدمرة، هي أسس الكتاب الجديد الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، أخيراً، جاعلاً من هذه القيم أسساً للانطلاق الحقيقي من أجل حياة صحيحة وسليمة للمجتمع وللفرد، بحيث تصير الإيجابية أسلوب حياة وسلوك أمة، وليست مجرد كلمات يتم ترديدها أو تبادلها عبر مواقع التواصل، وهي المضادة للكسل والبطالة الفكرية ، هذه الروح الإيجابية، هي ما يستحثه ويستنهضه فينا صاحب السمو، لنعيد أنفسنا إلى مجرى وفعل الحضارة الإنسانية مجدداً.