تفشت حمى التسوق عشية العيد، وشهدت معظم مراكز التسوق في دبي ازدحاماً ملحوظاً بالرغم من أن معظم الرواتب صرفت قبيل العيد بأسبوع..

حيث هرع الأهالي إلى المراكز التجارية ومراكز التسوق للتبضع وشراء ملابس ومستلزمات العيد، استعداداً لاستقبال عيد الفطر السعيد، خاصة أن عدداً كبيراً من المحال خفضت بضائعها من 25 إلى 70%، ما شهد إقبالاً كبيراً من جميع الجنسيات التي تعيش على أرض الوطن.

عادات متأصلة

ولعبت العادات والتقاليد دوراً مهماً في ضرورة شراء ملابس جديدة وحلويات وكعك وقهوة لإكرام الضيف، وهي طبيعة متأصلة في المجتمع الإماراتي بصفة خاصة والخليجي والعربي بصفة عامة.

وتظهر حمى الشراء العشوائي جلية تماماً من خلال المراكز المكتظة بالمشترين في جميع أنحاء الإمارة، حيث شهد دبي مول والإمارات مول وسيتي سنتر ديرة تدفقاً بشرياً هائلاً من المشترين، فيما شهدت الشوارع الرئيسة والفرعية ازدحاماً غير مسبوق من جراء وجود مئات المركبات في الشوارع.

حماية المستهلك

وبدورة أفاد مديرة إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، لـ»البيان« بأن الوزارة تواصل جهودها في مراقبة الأسواق استعداداً لاستقبال عيد الفطر المبارك، وذلك حرصاً على استقرار الأسعار بالأسواق وتوفر مستلزمات العيد..

إذ قامت الإدارة بوضع خطة عمل متكاملة لاستمرار الحملات الرقابية على الأسواق خلال فترة العيد بشكل مكثف من خلال فرق ميدانية موجودة في الأسواق، موضحاً أنه يومياً يتم رفع تقرير إليه يفيد بحالة السوق، مؤكداً أن الأوضاع مستقرة وخاصة في محال الخياطة، حيث بدأت تلك المحال بتسليم كنادير الرجال من 20 رمضان، وذلك ينظم العمل.

وأهاب بالمستهلكين بضرورة التبليغ الفوري عن أي زيادة يلاحظونها على أسعار السلع الاستهلاكية، عن طريق الخط المباشر لاستقبال شكاوى المستهلكين في كافة إمارات الدولة.

من جانبهم عزا مختصون اجتماعيون أسباب الشراء في اللحظات الأخيرة إلى ثقافة مجتمعية تتكئ على العادات التي تتعارض مع التنظيم والتخطيط وضرورة عدم الانخداع من حيل المتاجر ومن العروض الترويجية والتخفيضات والتنزيلات.

حالة مرضية

وفي هذا الإطار أكد الدكتور أحمد فلاح العموش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة أن حمى الشراء لم تكن ظاهرة جديدة على المجتمع وإنما أصبحت عادة مرتبطة بالمناسبات، وهي أشبه بالحالة المرضية المزمنة التي تصيب الإنسان، حيث أصبح الشراء هو إدمان العصر لدى كثير من العوائل، إذ يمنحهم نوعاً من الطمأنينة.

لافتاً إلى أن هناك جانباً غير منطقي يتمثل في المغالاة في الأسعار في مثل هذه المواسم والمناسبات ومحاولة التخلص من البضائع القديمة بأسعار باهظة، وجذب المتسوقين بأضخم حملات ترويجية للبضائع والمنتجات. ومن جانبه، قال مازن ملحم، أحد المتسوقين:

إن تجنب الشراء بالبطاقة الائتمانية بقدر المستطاع يحد من استهلاك الشخص خلال عملية التسوق، خاصة أنها من الأدوات التي تجعل الفرد يستهلك بقدر أكبر من احتياجاته، إذ تضطر الأسر إلى النزول إلى مراكز التسوق عشية العيد إما لاستكمال احتياجات العيد، أو شراء نواقص للسفر الذي يتبع العيد لكثير من الأسر الوافدة.

أما عمرو الزيات فأكد أن الأسر لا بد أن يكون لديها وعي كاف بالانتهاء من شراء كل احتياجاتها قبل عشية العيد، وأن تحدد تلك الاحتياجات في قائمة وإعداد مخطط بالمشتريات يتم من خلالها تحديد أساسيات الإنفاق الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها من ميزانية الأسرة.

وشكا من ارتفاع أسعار الملابس الذي شهدته ملابس الأطفال تحديداً، إلا أنه مضطر لشراء هذه الملابس لأطفاله، للاحتفاء بالعيد، خاصة أن العائلات تسعى لتلبية طلبات أبنائها في المقام الأول.

واعتبرت المتسوقة وفاء إشتي أن النساء هن سبب الازدحام الذي تشهده مراكز التسوق في عشيه العيد، حيث يؤجلن كثيراً من احتياجاتهم إلى اللحظة الأخيرة، وفي الغالب يكون الرجال مجبورين على ذلك، معتبرة أن كثيراً من النساء يعتمدن فكرة الإفطار خارج البيت في آخر يوم رمضان، وينطلقن بعدها للتسوق إيماناً منهن بأن المركز فارغ بعد الإفطار مباشرة، ولكنهن يقعن في فخ الازدحام.