من ضمن الأحاديث والأقوال الخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم والتي لها تأثير ووقع كبيرين على الإنسان وتحتاج منا إلى تفكير عميق في دلالاتها ومغزاها ذلك الحديث الذي أكد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم على خسران وذلة من يدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، وينص هذا الحديث: «رغِم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه، قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة» رواه مسلم.

وقد وصانا الله سبحانه وتعالى برعاية الآباء والأمهات وخاصة عند الشيخوخة والعجز، حيث يحتاجان في هذه السن إلى من يأخذ بيدهما ويقدم لهما الرعاية المطلوبة وقرن ذلك بعبادته وشكره فقال سبحانه: «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً» وأمرنا الله بشكرهما بعد شكره فقال عز وجل: «أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير»، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة على وقتها. قيل: ثم أي؟ قال: بر الوالدين»، والصلاة حق الله ثم بعد ذلك حق الوالدين.

وفي إحدى المرات صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر.. فلما رقى درجه قال: آمين.. ثم رقى أخرى فقال: آمين. ثم رقى ثالثه فقال.. آمين..

وفسر كلامه لصحابته فقال: أتاني جبريل عليه السلام فقال: يــا محمد تعس من أدرك رمضان ولم يغفر له.. فقلت: آمين. قال جبريل: تعس من أدرك والداه عند الكبر ولم يدخل بهما الجنة.. فقلت: آمين.. قال جبريل: تعس من ذكرت عنده فلم يصل عليك.. فقلت: آمين.

وكم من الروايات والقصص القديمة والحديثة التي تدعونا للتأمل في نتائج وأحوال من يطيع والديه من توفيق في حياته وعمله والتوسعة في رزقه وطاعة أولاده له، مقابل الحياة الضنك وعدم التوفيق والخذلان التي يعيشها العاق لوالديه والمفرط في حقوقهما.

ويتباهى الأنبياء بأنهم بررة بآبائهم وأمهاتهم، فهذا عيسى بن مريم يقول «وبارا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا».

ويقول سبحانه عن نبي الله يحيى: «يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيًّا، وحنانًا من لدنَّا وزكاةً وكان تقيًّا، وبرًا بوالديه ولم يكن جبارًا عصيًّا، وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيًّا» (مريم:12-15).

فمن ضمن علامات الصلاح البر بالوالدين والرحمة وعدم الضجر أو التأفف من مساعدتهما.