مع انضمام خمسة مبدعين جدد إلى نادي الفائزين بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية يتجدد الأمل بحصافة هذه الجائزة التي كرمت عشرات المبدعين لأكثر من ثلاثين عاماً، وأنزلتهم منزلة تليق بقيمتهم الثقافية، وقدمت لهم تقديراً يتخطى جوانب الجغرافيا ويصب في خانة الشكر والتقدير لأنهم أعطوا من وقتهم وزمنهم للثقافة العربية وخدموا الأصالة بعمق وحرص لتظل منارة الفكر متوهجة تنير الطريق لأجيال قادمة.
القاسم المشترك بين تجارب كل من شوقي بزيع وجورج قرم وهدى بركات وحمادي صمود وعبد الخالق الركابي هو الطيف التأثيري الواسع لكتاباتهم التي تلهم الكثيرين وتدفعهم نحو الانتصار للثقافة العربية وتصب في خانة التعبير بعمق وأصالة، وتمنح الأمل بثقافة استمرارية متجددة منفتحة على العالم في وقت تتلاطم فيه أمواج الثقافات السطحية في بحر من الغوغاء والكثرة.
إن الانتصار لثقافة الجوائز يعني المثابرة على الاعتراف بالقيم والقامات، قيم الأصالة وطاقة التعبير الوجدانية، وقامات تستفيد من الموروثات المختلفة وتحولها إلى نسق جمالي، وهذا ما يجعل من جائزة العويس الثقافية قوة داعمة للمعرفة ليس عبر التشجيع بمنح الجوائز فحسب، بل بالمثابرة على اختيار السوية التي تستحق أن تدخل النادي، نادي الفائزين بالجائزة.
لذلك يأتي اختيار هذه الكوكبة توافقاً مع فكرة الأفضل ضمن من تقدم لنيل الجائزة وليس الأفضل بالمطلق، وهذا لا يمكن للجوائز تحقيقه.
ربما هناك الكثير من الأسماء التي تتفوق في أهميتها على من يفوز بالجائزة (أي جائزة كانت) لكن السؤال هو: هل فلان على قائمة المرشحين؟ كيف نحكم دون أن نعرف إذا كان مرشحاً أو لم يكن كذلك، وهو سؤال طُرح ذات يوم باتجاه القائمين على جائزة العويس: لماذا لم يفز الطيب صالح بالجائزة؟ كان الجواب: لأنه لم يكن مرشحاً، أي لم يتقدم للجائزة من تلقاء نفسه أو لم يرشحه أحد، وهكذا يجهل الكثيرون شروط الترشيح، لكنهم ينتقدون عدم فوز كاتبهم الأثير بالجائزة المرموقة!
تبقى قيمة الجائزة بما تحمله من مصداقية ونزاهة طيلة دوراتها، وبما قدمته من معنى للفائزين وبما تحمله من مضامين أخلاقية بعيداً عن لون أو جنس أو عرق، قيمتها في رسالتها التقديرية والتحفيزية ليستمر المبدع في عطائه وليُلهم أجيالاً أخرى السير على ذات الدرب.