عندما غرد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر حسابه على «تويتر»، يوم السبت الماضي، منتقداً كتاب «النار والغضب» لمؤلفه مايكل وولف، عادت الثقة إلى قوة الكلمة وفعلها في الوقوف مع قضايا عادلة والحفر في خندق الحقيقة.
وإذا كان الكتاب حسب تغريدة ترامب «يضم العديد من الأخبار الزائفة، ولا يسعى صُناعه إلى تصحيحها عندما يعلمون بأنهم خاطئون، فهم يروجون لكتاب من تأليف مؤلف مشوه عقلياً، والمعروف بتقديمه لمعلومات خاطئة. فالإعلام فقد صوابه من فوزنا في الانتخابات الرئاسية».
وعلى المقلب الآخر فقد أعطى الكتاب وصفاً لحالة سياسية في أقوى بلد حول العالم وتطرق إلى أسرار البيت الأبيض وأسلوب عمل الرئيس ترامب وسبب مشكلات كبيرة للإدارة الأميركية، خاصة في ما يتعلق بالإشارة إلى محدودية القدرات العقلية لترامب.
من يجرؤ على قول كلام كهذا؟ إنه مايكل وولف، إعلامي أميركي عرف بالعمود الذي يحرره في وسائل إعلام بارزة منها «مجلة نيويورك»، و«فانيتي فير»، و«يو أس أي توداي»، لكن شهرته بلغت عنان السماء مع بداية 2018 عندما أصدر كتابه «نار وغضب» الذي كشف بعضاً من أسرار الرئيس دونالد ترمب، وحظي باهتمام عالمي. ماذا فعل ترامب؟
أطلق تغريدة يدحض فيها ما جاء في الكتاب، والدليل أن رئيساً لبلد مثل أميركا ليس بحاجة للدفاع عن نفسه عبر التويتر، لكن الكلمة مخيفة، حتى لو كانت في حق رئيس أقوى بلد، لذلك لم يدع السيد الرئيس الكتاب أن يمر كما مرت عشرات الكتب عن رؤساء غيره حول العالم، لكن كلما كان البلد كبيراً والرئيس ذائع الصيت كانت الكتب أكثر، أما الدول الصغرى والرؤساء العاديين فلا حاجة لنبش ماضيهم، أو ربما لا أسرار كثيرة لديهم.
كتاب «النار والغضب» أشعل فتيل النقد لرئيس أمضى سنته الأولى يصف الشعوب بالحثالات ويتجرأ على نقل سفارته إلى القدس، ويمنع الملايين حول العالم من دخول أميركا، ويرد على الحماقات بما هو أكبر منها، فهو لا يترفع شأن الرؤساء ولا يعف عند المغنم، تغريدته حاضرة وزره النووي أكبر من زر كيم جونغ أون وهو على مكتبه. علينا أن ننتظر المزيد من الكتب عن ترامب لقد فتح مايكل وولف الطريق..