تناول الأديب الإماراتي ما يحدث في العالم من تداعيات لجائحة كورونا، عبر مجموعة قصصية بعنوان «عصاب الجائحة»، وعلق عليها قائلاً: تناولت الأمر عبر محطات وعلاقات إنسانية سببتها الجائحة، وتناولت العلاقات الإنسانية التي مسحت ثقافات قديمة، ما أحدث صداماً ثقافياً ما بين القديم والجديد.
وعن مشروعاته المقبلة، قال أبو الريش في حديثه لـ«البيان»: لدي كتاب سيصدر قريباً عن دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بعنوان «زايد الضمير الكوني». وأوضح: يتناول الكتاب جانباً من شخص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فأينما تتولَّ وتتجه في هذا القائد فهناك فكر. وتابع: الذي رأى الإمارات قبل حكم زايد لا يصدق؛ لأن ما حدث شيء خارق فالشيخ زايد شاعر ومن رسم هذه اللوحة الجميلة أساساً شاعر.
سباق الأول
أشاد الأديب علي أبو الريش بفكر وفلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وقال: من يتخيل دبي التي ليس لديها إمكانات مادية طبيعة فلديها فكر وبشر يسابقون الزمن من أجل إبقائها دائماً في مصاف المدن الأولى، تماشياً وتتالياً مع الخطوات الأولى التي بدأها الشيخ زايد. وأضاف: الآن في الإمارات ينهلون من فكر زايد ليصبوه على الأرض شهداً يتذوقه المواطن والمقيم.
ثوابت
وبالعودة إلى «عصاب الجائحة» التي تعد الـ3 في إصدارات شيخ الروائيين الذي أصدر من قبل أكثر من 20 رواية وعدداً من الكتب الفكرية قال: أطاحت هذه الجائحة مفاهيم كبرى، بالتالي وقع الإنسان في العصاب القهري، واخترت أن أكتب القصة القصيرة لأننا بحاجة الآن إلى الومضات السريعة، التي تعيد الثوابت للإنسان بعدما بعثرتها الجائحة. وأضاف: الجائحة قلبت الموازين والأفكار والعادات وحتى الثقافة والآن أصبح الإنسان في كل بقاع الأرض يمشي وهو خائف وكأن هناك شخصاً ما يلاحقه بعصا أو بهراوة ضخمة. وأوضح: كان لا بد من تأريخ وترسيخ هذه الظاهرة وهذا الوباء في أعمال فنية أدبية إبداعية بداية على الأقل لأجل أن يقرأ القارئ ماذا حدث من خلال هذا الوباء. ثانياً إن الأدب أهم من كل الأخبار.
وذكر أبو الريش: لم أشاهد الأخبار كثيراً فأنا عايشت الوضع وعلاقتي بالناس وعلاقات الأسر ببعضها بعضاً في المستشفى والمراكز التجارية، كل هذا أصبح فيه وجه مختلف عن الوجه السابق، وكان لهذا تأثير أكبر في نفسي من الأخبار.
وأضاف: تضم المجموعة 26 قصة قصيرة في حدود 600 صفحة، وقد بدأت بكتابتها من بعد 8 شهور من الجائحة، فالصورة أصبحت واضحة والأثر قوي جداً في النفس، إذ بقيت بحدود 8 أشهر لم أزر أهلي في رأس الخيمة، ونحن في بلد واحد، كانت هذه مأساة كبيرة عندي.
تنوع إبداعي
أوضح علي أبو الريش: كتبت رواية عن الجائحة لم تصدر حتى الآن، تتكلم مثل رواية ماركيز «الحب في زمن الكوليرا» ما يمثل الحب في زمن كورونا. وأضاف: تدور الرواية التي لم أعتمد لها عنواناً لغاية الآن، حول علاقة ما بين رجل وامرأة وقف كورونا حاجزاً عن التواصل ما بين هذين العاشقين. وهذا يعني جعل المسألة من المستحيل أن تكون مباشرة في العلاقات الإنسانية ونقية كما هي. وذكر: هناك خوف حتى يلتقي شخص شخصاً لا بد من التأكد من أن هذا أجرى الفحص، لقد صُنع الشك وأزاح اليقين من النفوس البشرية كأنها مسحة عاطفية إنسانية حدثت في زمن ما ومكان ما وشخوصها الناس الأبرياء الذين تفرقت بهم السبل.
وأبو الريش الذي رفد المكتبة العربية بالكثير من الإصدارات برر غزارة الإنتاج بقوله: أعشق القراءة والكتابة، ويومياً لا بد من أن أقرأ 4 ساعات، هذا واجب مقدس أتصفح الصحف وأكتب مقالي اليومي، وبعد أن أنتهي من المقال أقرأ عملاً ما، وأشعر باللذة والسعادة وأنا أحتضن كتاباً كأني أجالس شخصاً ويضيف إليّ معلومات ويجدد ثروتي اللغوية.
وفسر تنوعه بالإصدارات بين الفكرية والأدبية، حين قال: تخصصي الدراسي فلسفة وعلم نفس، وأنا أصلاً مغرم بالفلسفة وكتبت أكثر من 10 كتب في المجال الفلسفي، آخرها صدر في الدورة 30 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بعنوان «الإنسان ذلك الكائن الخيالي».
وبعيداً عن تجربته الإبداعية قال أبو الريش: أتمنى من المثقف في الإمارات أن يتتبع هذه الخطوات التي تقوم بها الإمارات في سبيل إبقاء الإمارات دائماً حاضرة في المشهد الثقافي والاقتصادي. وأضاف: أريد أن يكون المشهد حاضراً وهذا دور المثقف والحاضنة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، الذي يجب أن يكون بصمة كبيرة ومؤثرة لأجل أن يعرفوا أن هناك بلداً يصنع اقتصاداً كما يصنع ثقافة أيضاً.