كشف الأديب والمخرج ناصر الظاهري عن فيلمه السينمائي الجديد «حجر الرحى» الذي سيرى النور في ديسمبر المقبل، تزامناً مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي (50 عاماً) على قيام الاتحاد.

جاء ذلك خلال أمسية نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، استعرض فيها الظاهري تجربته السينمائية، مساء أول من أمس.

وتابعها د. علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية ـ بدائرة الثقافة والسياحة، والأديب حارب الظاهري المسؤول الثقافي في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، رئيس الهيئة الإدارية لفرع أبوظبي، والروائي الجزائري واسيني الأعرج وعدد كبير من الأدباء، واستهل الظاهري حديثه باستعراض تفرد سيرة القائد المؤسس، وكذا بالتطرق إلى دلالات فيلمه "حجر الرحى"، حيث قال : بدأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد، طيب الله ثراه، بتحريك «حجر الرحى» من العين، غير أن الحلم كبر ووصل بنا إلى حلم الدولة الأكبر. وأضاف: الفيلم فرصة جميلة كي نتذكر القائد المؤسس وما فعل من أجلنا.

عوالم مدهشة

وتحدث ناصر الظاهري في الأمسية التي أدارتها الإعلامية بشاير المطيري، عن انطلاق تجربته من السينما،: أدخلني الهوس بالسينما، وأنا صغير في عوالم مدهشة غير الأدب، ذلك أنه عندما تحضر السينما تحضر كل الفنون معها، موسيقى وإضاءة ومونتاج وعدسة مختلفة.

وأوضح: كان مشروع تخرجي في الجامعة فيلماً سينمائياً اسمه «الجراد الأصفر»، وذلك في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، حيث كان بداية تشكل أسئلة حول الهوية الوطنية.

وأضاف: بعد التخرج اتجهت إلى العمل التلفزيوني والإذاعي وقدمت برامج وأفلاماً تسجيلية في التلفزيون. وتابع: لكن طبيعة عملي في الإعلام العسكري لم تجعلني أخرج إلى الفضاء الآخر واتجهت الصحافة والأدب بحب.

وأحياناً أجد أن القلم لا يأخذ مداه فأتجه إلى التصوير، ولكن كنت دائماً عندما أستيقظ صباحاً أتذكر أني كاتب قصة وسينمائي، وهذا ما لم أفرط فيه إلى أن اتخذت قراري النهائي بالاتجاه للسينما.

وعن فيلمه الأول «في سيرة الماء والنخل والأهل» والحاصل على الكثير من الجوائز. قال: كنت أحمله على كتفي زمناً، كانت هذه الحكايات مستمدة من صدور الناس، وضاقت بي الحيل حتى قررت أن يشع سينمائياً.

واستغرق العمل عليه سنتين. وأضاف: كانت التحديات والصعوبات كبيرة ولكن كان تصميمي أكبر.. فقد كان الناس ينحتون الحجر ويحفرون الأرض من أجل الماء وكانوا يزرعون النخل من أجل الحياة.

وقال الظاهري: الفيلم ليس لجيل الشباب الذين لا يعرفون شيئاً عن هذا، ولا للتوثيق، بل لأنقل ثقافة الإمارات وشيئاً من حضارتها للآخر، وترجم الفيلم للفرنسية والإنجليزية والإسبانية. وحينما شاهدوه، دهشوا وأعجبوا به وهذا الأمر أسعدني.

صناعة السينما

أشار ناصر الظاهري إلى أن فيلمه «التسامح» مشاركة شخصية في التفاعل الجمعي للإمارات الذي حققته في عام التسامح. وتحدث عن فيلمه الآخر «آلهة الوقت»، وقال: الوقت شغل الكثيرين، ولكني تناولته بطريقة سينمائية، وفكرة الفيلم سؤال هل الزمن كان فراغاً وامتلأ بالإنسان، هل هناك وقت للحب أو وقت للحرب، كما أدخل على ساعات المدن كآلهة تحرس وقت المدن والناس.

وفي حديثه عن السينما في الإمارات، شدد الظاهري على أن السينما صناعة، وقال: هذه الصناعة تحتم أمرين؛ أعداداً كبيرة من السكان بحيث يرون هذا الفيلم، والأمر الآخر الوعي، ونحن ليس لدينا هذا الكم الكبير من السكان، رغم أنه لدينا دور عرض كبيرة.

وأضاف: بقي أن نراهن على الوعي في الإمارات، وكانت التجارب السينمائية فردية. وأتمنى أن يكون هناك كما كان في مصر صندوق للسينما وقطاع عام وخاص. لذلك كانت كل أفلامها تذهب إلى كل مهرجانات العالم.

وتابع: كانت هناك نفس التجربة في تونس. وفي الجزائر فاز أول فيلم بالسعفة الذهبية في السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن لم يحدث هذا. وذكر: يقال إن لدينا جهات تنتج أفلاماً سينمائية مشتركة؛ لكن لا نجد لها صدى إعلامياً ولا أعلم عن مردودها المادي.