«تانيت» آلهة فينيقية كان يعبدها القرطاجيون قبل 2500 سنة باعتبارها حامية مدينة قرطاج، أما أحفادهم التونسيون، فقد جعلوها جائزة ذهبية وفضية وبرونزية لتتويج أفضل الأفلام وأحسن الممثلين والممثلات في «أيام قرطاج السينمائية».
«أيام قرطاج السينمائية» هي أعرق وأقدم مهرجان سينمائي في أفريقيا والعالم العربي، تأسس سنة 1966 ببادرة من الطاهر شريعة بهدف دعم الإنتاج السينمائي في هذه الدول. تُوِّج فيه أهم المخرجين العرب على غرار يوسف شاهين من مصر، محمد ملص من سوريا، ميشال خليفة من لبنان، مرزاق علواش من الجزائر، هاني أبو أسعد من فلسطين، النوري بوزيد، فريد بوغدير مفيدة التلاتلي وكوثر بن هنية بن تونس وغيرهم... يتطلّع رواد هذه الأيام إلى معرفة الفائزين في الدورة المقبلة التي قررت وزارة الثقافة يوم أمس أنها ستنتظم من 30 أكتوبر إلى 6 نوفمبر المقبل.
من جهة أخرى أعلنت الوزارة إعادة تكليف المخرج رضا الباهي برئاسة هذه الدورة.
«البيان» اتصلت برضا الباهي الذي أكد لنا أن المهرجان فتح باب الترشح لكل المنتجين والمخرجين العرب والأفارقة الراغبين بالمشاركة في المسابقة الرسمية، إلى حدود يوم 15 أغسطس المقبل. أما بالنسبة للأفلام الخاصة بـ«سينما العالم» أي الأفلام خارج المنطقة العربية والأفريقية وغير المعنية بالمسابقة الرسمية، فباب الترشح مفتوح إلى يوم 20 أغسطس.
وحدّثنا مدير المهرجان عن الدورة السابقة التي كانت استثنائية، حيث حُجِبت فيها المسابقة الرسمية، وتقلّص عدد أيام المهرجان ولم تتم دعوة ضيوف من خارج تونس، وذلك بسبب الأزمة الصحيّة العالمية.
يقول رضا الباهي، إن تمسكهم بتنظيم الدورة السابقة بصفة استثنائية كان إصراراً منه ومن وزارة الثقافة حتى لا ينقطع هذا التقليد السينمائي العريق فأطلقوا عليها اسم «دورة التحدي».
خصوصية «أيام قرطاج السينمائية» هي امتلاء شوارع العاصمة وقاعاتها برواد السينما، فتتنفس العاصمة تونس سينما. في دورة «التحدي»، خلت الشوارع من معلقات الأفلام ومن الطوابير الطويلة أمام القاعات، بسبب الجائحة. أما اليوم فيأمل كل من مدير المهرجان، ورواد «الأيام» وحتى شوارع العاصمة وأزقتها، في دورة جديدة تعود فيها الحياة لأيام قرطاج السينمائية ويعود «التانيت» ليتوِّج أفضل صُنّاع السينما، هذا الفن السحري الجميل.