تصدر فيلم «مش أنا» أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية محققاً 111 مليون جنيه خلال أسبوعين من عرضه، في وقت أشاد عدد كبير من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بشمولية الفكرة والمضمون في الفيلم، مؤكدين استثنائية قصة العمل والأداء المتميز لبطل الفيلم الفنان تامر حسني، الذي استطاع عبر مشواره الفني تطوير إمكاناته في محطات متعددة وتنم عن النضوج في طرح قضايا اجتماعية ونفسية في ضمن قالب كوميدي مؤثر، والفيلم يمثل محطة كبيرة ونقلة حقيقة في أعماله.
ويتناول الفيلم الكوميدي، الذي هو من تأليف وسيناريو وحوار تامر حسني، قصة شخص يدعى حسن مصاب بمرض نادر يعرف بـ«متلازمة اليد الغريبة» والذي وفقاً لموقع المكتبة الوطنية الأمريكية للدواء والمعهد الوطني للصحة، يعد من الأمراض النادرة التي قد يصاب بها الإنسان وتتسبب في عدم قدرته على التحكم في يده، وتتصرف اليد بشكل منفصل عن دماغ الإنسان.
بطولة عربية
ويعد فيلم «مش أنا» أول عمل سينمائي مصري يتم تصوير أحداثه بين السعودية ومصر، ويشارك فيه عدد من النجوم، منهم فايز المالكي، الممثل السعودي، ماجد الكدواني، حلا شيحة، محمد عبدالرحمن، حجاج عبدالعظيم، شيرين، عصام السقا، أسماء سليمان، محمد الجوهري، ياسمين البشيشي، ومن الأردن إياد نصار، كما يظهر في العمل حسام حسني، شقيق الفنان حسن حسني، في التجربة السينمائية الأولى له، ومن إخراج سارة وفيق، ومونتاج إسلام عاكف وعمرو عاكف، ومنفذ ملابس رفعت عبدالحكيم، ومدير تصوير مارك عوني.
ويناقش الفيلم العديد من المفاهيم والرسائل الاجتماعية التي تهدف إلى بث الأمل والإرادة ودعم المصابين بهذا المرض النادر وعدم الاستسلام لتأثيرات هذا المرض وخاصة من خلال طرح أغنية «خليك فولاذي» التي غنّاها حسني وكانت عنواناً رئيساً للفيلم أو ملخصاً لمضمونه، إذ تكرّرت كلمة «فولاذي» أكثر من مرة، والتي حرصت المخرجة على أن تكون في تتر النهاية. وأسهمت الموسيقى التصويرية التي أعدّها عادل حقي في تقريب الأجواء الدرامية للجمهور والتخفيف من حدتها في المشاهد التي بدت فيها حركة حسن غاية في التراجيديا، وسهلت مهمة المخرجة في تقريب المسافات الفنية، وخاصة أن هذا الفيلم أول عمل روائي طويل لها.
والجدير بالذكر أن الفيلم وجد تفاعلاً ونجاحاً منقطع النظير من الجمهور، واهتماماً وجدلاً واسعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بسبب تناوله متلازمة اليد الغريبة ما ساهم في تحقيقه رقماً قياسياً في شباك التذاكر فور عرضه رغم تداعيات جائحة كورونا، وصلت إلى 111 مليون جنيه مصري في أسبوعين، على الرغم من تقليص عدد الشاشات التي يعرض من خلالها بعد الأسبوع الثاني، لتؤكد الشركة الموزعة للفيلم في مصر والوطن العربي، أنه أصبح الأكثر تحقيقاً للإيرادات في تاريخ السينما المصرية ليطيح فيلم «الفيل الأزرق 2» للنجم كريم عبدالعزيز، من الصدارة، والذي كان يتصدر أكثر الأفلام المصرية تحقيقاً للإيرادات بمبلغ تجاوز 103 ملايين جنية في موسم كامل.