استعاد الممثل السوري والنجم العالمي، غسان مسعود، ذكريات سنوات دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، خلال لقائه طلبة المعهد في دمشق، الذي يقوم بإعداد دفعات جديدة من الممثلين، يحلم الكثير منهم أن يصل إلى ما وصل إليه مسعود في السينما العالمية.

مسعود، تحدث عن «الصدفة» في احترافه الفن، إذ كان يدرس اللغة العربية في الجامعة عندما التقاه المخرج الراحل فواز الساجر، وأقنعه بضرورة احتراف الفن. يقول: «بالصدفة احترفت الفن، ولم أكن أفكر في هذا الخيار قبل لقائي فواز الذي أعده عرّابيَّ الفني».

«صلاح الدين»

وعن الخطوة الأولى للانطلاق إلى العالمية، قال مسعود: «عُرض علي عبر الإعلامية نشوى الرويني وكانت في محطة «أم بي سي» عن طريق الممثلة فرح بسيسو التي كانت طالبتي في المعهد، أن أعمل تجربة على شخصية صلاح الدين الأيوبي، رفضت حينها، إذ كنت مشغولاً بـ «بروفات» لمسرحية «دبلوماسيون». بعد محاولة واثنتين، جاءتني فرح وقالت لي: «رجاء سطران بالإنجليزية أمام الكاميرا» وافقت، وبعد شهر تكلموا معي.

وعن الفوارق بين السينما المحلية والعالمية قال: «عملت مع ممثلين ونجوم من الغرب وأتراك وغيرهم، الممثل هناك مهمته أن ينجز عمله فقط، دون أي التزام آخر، فيكرس نفسه لذلك مع توفر كل العوامل المساعدة. لا يحمل هموماً وأموره ميسرة، تتوافر لديه ظروف ومناخات رائعة، لا تترك له ذريعة لكي لا يكون مميزاً، لذلك لا يمكن المقارنة، وأتمنى أن أرى ذلك في بلادنا، لدينا المواهب ولكن الظروف والفرص حديث آخر».

وعن جديده قال: «أعمل في فيلم جديد «محارب الصحراء»، يروي قصة النعمان الذي قتله كسرى دهساً تحت أقدام الفيلة».

ورأى مسعود أن المنجز في المسرح هو الشرط الأول للممثل ليكون فناناً، وقال: «الشك والقلق شرط ضروري لكل الأعمال الإبداعية، وهما يحفزان الذاكرة الانفعالية والخيال». واعتبر مسعود ما وصفها بـ «المظلوميات» في الوسط الفني «شماعة» يعلق عليها البعض تقصيره أو عدم نجاحه، وقال: «أحد الممثلين شتم مؤخراً الفنانين، واتهمهم باتهامات غير أخلاقية، هذا الشاب لم يلتفت إلى نفسه، أي أن يرى، أهو جدير أم غير جدير، هذه الشماعات يستخدمها كل شخص غير جدير بالتقدم إلى الأمام».

وحسب رأي مسعود فإن: جيلنا كان محظوظاً، لسبب أنه في ذلك الزمن كانت سوريا منفتحة على الغرب نسبياً، هذا أدى إلى تلاقي ثقافتين، ما جعل القائمين على المعهد يستعينون بخبرات من المدرستين الشرقية والغربية، المختلفتين نسبياً في ذلك الوقت في التعاطي مع المسرح. فكان هناك جيل من أساتذة المعهد، منهم من درس في موسكو، وهناك من درس في باريس، شكلوا منهجاً محكماً لبناء الممثل، وجرب جيلنا أن يكمله. وتابع: «كان المعهد الدولي للمسرح يرسل خبراء كي يدرسوا هنا، من بريطانيا وروسيا وتونس، هذا المزج بين الثقافتين على المستوى النظري والتطبيقي تلقفناه كجيل، وحاولنا أن ننقله إلى طلابنا»، مضيفاً: «عناصر العرض المسرحي لا بدّ أن تتواءم مع المحتوى، جيل الثمانينيات استطاع أن يؤثر في نقل المسرح السوري إلى منصة جديدة».