تم افتتاح معرض بيئي تحت الماء بالقرب من جزيرة سانت مارغريت، الواقعة قبالة ساحل مدينة كان الفرنسية، لفنان بريطاني عمل على تثبيت ست منحوتات في قاع البحر، على شكل أقنعة مصممة لتشجيع عودة الحياة البحرية.

"نظام بيئي هش ومتوازن بدقة"

وقام النحات جيسون دي كايرس تايلور، بتصميم وجوه استوحاها من وجوه سكان المدينة، كوجه موريس، وهو صياد يبلغ من العمر 80 عامًا، ووجه الطفل أنوك، وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية، يبلغ تسع سنوات.

تم تقسيم كل قناع إلى قسمين: جانب "قوي ومهيب" وهو الجانب المواجه للشاطئ بينما الجانب الذي يواجه المحيط فهو "رقيق وهش".

ويقول تايلور بأن عمله يُقصد به أن يكون "استعارة للمحيطات" ويضيف: "من الخارج نرى السطح هادئا وقويًا ومع ذلك تحت هذا السطح، نظام بيئي هش ومتوازن بدقة، ويتدهور ويلوث باستمرار على مر السنين بسبب النشاط البشري".

واستغرق تطوير المشروع أربع سنوات، بتمويل من بلدية مدينة كان، ووفقا للفنان، فإن تنظيف المكان استغرق الوقت الأكبر، حيث كان مليئًا بالحطام كالمحركات القديمة وخطوط الأنابيب المهترئة، وفق ما نقلت عنه "يورونيوز".

مروج الأعشاب البحرية "رئتا المحيط"

وصنع تايلور كل قناع من مواد محايدة، وسطح شاسع، يسمح للكائنات البحرية، بإنشاء منازل ومناطق تكاثر.

ووضعت المنحوتات بوسط مساحة شاسعة من الأعشاب البحرية، تُعرف باسم عشب نبتون أو الأعشاب الشريطية في البحر الأبيض المتوسط.

وتتعرض مروج الأعشاب البحرية في البحر الأبيض، لتهديد خطير بسبب التلوث وارتفاع درجات الحرارة، كما تعد جزءًا مهمًا من النظام البيئي للبحر.

وتُعرف النباتات البحرية أحيانًا باسم "رئتي المحيط" نظرا لإمكانيتها توليد كميات هائلة من الأكسجين.

وعادة ما يتم إبعاد القوارب عن المنطقة لمنع مراسيها من إتلافها.

نمو الحياة البحرية يساعد على تنظيف التلوث

وبالفعل، بدأت كائنات بحرية كبلح البحر، ونافورات البحر (وهي كائنات بحرية غير فقارية، عادة تكون أسطوانية الشكل) بالتعلق على قاعدة منحوتات الأقنعة، ويتوقع أن تساعد على تنظيف المياه الملوثة بالمواد الكيميائية الصناعية.

ويستطيع العلماء مراقبة تطور النباتات والحيوانات التي تنجذب إلى المنحوتات لحد حجبها كليا بسبب نمو الحياة البحرية.

وفي عمل مشابه للفنان في جزر الكناري، يقول تايلور إن كتلة الحياة البحرية أظهرت زيادة بنسبة 200 بالمئة، كما أن عمله ساعد بحماية قاع البحر من التيارات القوية.